حقق المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، سهرة أول أمس، على ملعب المركب الأولمبي "هدفي ميلود" بوهران، فوزا معنويا مهما، على نظيره الغيني بهدف مقابل صفر، في أول لقاء تحضيري في التربص الذي يخوضه أشبال المدرب الوطني جمال بلماضي في وهران، تحضيرا للجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات الطبعة المقبلة لكأس إفريقيا للأمم، اللتين تأجلتا إلى شهر مارس 2023، بعد تأخير النهائيات إلى سنة 2024 بكوت ديفوار. سجل ل"الخضر" المهاجم إسلام سليماني في الد79، وبالمناسبة، رفع الوافد الجديد على نادي بريست الفرنسي، حصيلته التهديفية إلى 41 هدفا، ليصبح بذلك الهداف التاريخي للمنتخب الوطني، ويضع خلفاءه المهاجمين في تحد كبير، لتحطيم هذا الرقم القياسي، كما سمح هذا الهدف الوحيد والثمين في آن واحد للمنتخب الوطني، بتسجيل انتصاره الرابع على التوالي في السلسلة الجديدة لمبارياته دون هزيمة، التي دشنها، بعد خيبة الإقصاء من تصفيات كأس العالم 2022 بقطر، في انتظار الودية الثانية للعناصر الوطنية هذا الثلاثاء، بنفس المكان (ملعب هدفي ميلود)، والتوقيت (الثامنة مساء)، أمام منتخب نيجيريا. ظهر المنتخب الوطني بوجهين مختلفين في ودية أول أمس، ففي الشوط الأول، أطل "محاربو الصحراء" بوجه شاحب، بتغييرات كثيرة على التشكيلة الأساسية، مما ترك السيطرة والمبادرة الهجومية للمنافس الغيني، في ظل صراع كبير بين المنتخبين لكسب منطقة الوسط، حيث كاد المهاجم الغيني محمد بايو أن يهزّ شباك الحارس الجزائري محمد زغبة في الد2، ونفس اللاعب عاد ليغير بخطورة على مرمى حارس عرين نادي ضمك السعودي في الد28، رغم تواجد الخبير عيسى ماندي، الذي عوض زميله بدران اضطراريا في الد2، بعد إصابته في اللقطة الأولى للمهاجم الغيني، حيث كلفه تدخله الناجح لمنع اهتزاز الشباك الجزائرية، تلقيه ضربة مؤلمة على مستوى الركبة، ليترك زملاءه مرغما. رغم تدعيم محور الدفاع بماندي، إلا أن الخط الخلفي للمنتخب الوطني، ظهر مرتجا، وعانى كثيرا من خطورة الهجمات الغينية، التي لولا افتقادها لصاحب اللمسة الأخيرة، لتمكن الضيف الإفريقي من أخذ الأسبقية في النتيجة أكثر من مرة، والتي كان بإمكان "المحاربين" القبض عليها أيضا في الد25، في أول رد فعل لهم، حيث استلم بن ناصر كرة في العمق، قبل أن يمررها إلى إبراهيمي الذي قذف بقوة، لكن تسديدته ردها الحارس الغيني كوني بأعجوبة. تغيير "الخضر" لأسلوب اللعب، بالاعتماد على التمرير القصير العرضي للكرات، وإرسال الكرات الطويلة إلى العمق، خاصة الهوائية، لم يجدي نفعا أيضا، لطول قامة المدافعين الغينيين، وتحصنهم الجيد داخل منطقتهم، وسرعة تنفيذهم للهجمات المرتدة، التي كاد نفس اللاعب محمد بايو أن يترجم إحداها إلى هدف في الد 32، في ثالث فرصة غينية واضحة مقابل واحدة للجزائريين، مما يبين الصعوبة التي وجدها أشبال المدرب جمال بلماضين في فرض منطق لعبهم في هذا الشوط الأول، حيث أطلوا فيه بأداء باهت عموما، وبملاحظات سلبية عديدة على مردود الخطوط الثلاثة للتشكيلة الوطنية. انقلبت الكفة في المرحلة الثانية، بعدما لجأ بلماضي إلى عناصره الخبيرة التي أقعدها كرسي البدلاء، فدفع أولا ببلايلي مع بداية دقائق هذا الشوط، لتنشيط الجهة اليسرى، ودعم جهد زميله وناس، الذي أربك كثيرا الدفاع الخلفي الغيني بسرعته ومراوغاته القاتلة في الجهة اليمنى، ليبدأ المنتخب الوطني في استرجاع السيطرة على أطوار المباراة، بعدما جلبت التغييرات التي أحدثها بلماضي على الخطوط الثلاثة التوازن المطلوب، خاصة في الوسط، الذي عانى من نقص الانسجام، فدخل تواليا كل من محرز وزروقي في الد65، وبعدهما الثنائي سليماني وعمورة في الد73، فاكتملت الصفوف، وانتعش الهجوم الجزائري، واستعاد المنتخب الوطني هيبته فوق المستطيل الأخضر، والتي كاد أن يترجمها المهاجم عمورة برأسيته في الد74، لكن ما ضيعه "الصغير" عمورة، قبض عليه القناص سليماني، عندما أحرز هدف التقدم في الد79، بعدما تلقى تمريرة على مشارف منطقة العمليات من محرز، وسدد كرة قوية بقدمه اليسرى، استقرت في الزاوية البعيدة، لمرمى الحارس الغيني كوني. الفريق الوطني حقق فوزا معنويا مهما، ولأول مرة في سلسلة مقابلاته بملعب مدينة وهران، التي عاد ليلعب بها بعد غياب طال 17 سنة، وأمام جماهير غفيرة، كانت في الموعد لمناصرة لزملاء، العائد والمتألق نبيل بن طالب، ومدربهم جمال بلماضي في عمله الممنهج في جلب الاستقرار، والإبقاء على الروح الجماعية داخل المنتخب الوطني، وكذا تشبيب صفوفه للمستقبل.