صحيح أن الاطرابات الجوية التي تعيشها بلادنا منذ أيام وما صاحبها من أمطار وثلوج قد تسببت في قطع طرقات وعزل مدن وقرى، وصحيح أن موجة البرد القارس من الممكن أن تستمر لأيام حسب التوقعات، مما يعني استمرار التأهب لمواجهة الأسوأ، وصحيح أن هذه الاضطرابات الجوية خلفت اضطرابات أخرى على الصعيد اليومي للمواطن تجلت أكثر في اضطراب المواصلات والتزود بالوقود وقارورات غاز البوتان وحتى الخضر والبقوليات والخبز وغيرها،، ولكن الصحيح أيضا أن لا نظهر الجانب السوداوي فقط من المعادلة، وأن لا نغفل بالمقابل الحديث عن المجهودات الكبيرة التي تقوم بها مختلف المصالح لإعادة الأمور إلى طبيعتها ومنها مصالح الدرك والجيش والأمن والحماية المدنية وحتى محطات نفطال، فما يطلعنا عليه الإعلام يوميا من تدخلات لوحدات الجيش لفك العزلة عن المناطق المنكوبة وما تقوم به مصالح الدرك والأمن لتزويد المواطنين بقارورات الغاز بالمروحيات وحتى تدخلات الحماية المدنية والعمل المتواصل 24 ساعة يوميا لمصالح نفطال لذات الغرض ليستحق الإشادة به، ولقد وقفنا حقيقة على عمل كبير لمحطة من محطات نفطال التي قامت بتجنيد كافة موظفيها في مناوبات إضافية لضمان استمرار تزويد المواطنين بمختلف الاحتياجات للغاز الطبيعي والوقود. إن هذه الظروف الطبيعية رغم قساوتها أظهرت مرة أخرى وحدة الجزائريين الذين كلما استدعى الأمر مساعدة بعضهم، فإن الشعب بأكمله يسارع لتقديم يد العون والمدد، وهي صورة أخرى تؤكد مدى روح التضامن السائدة بين المواطنين الذين يصنعون أروع صور التآخي والتآزر والتضامن، ويكفي أن نسترجع ذكريات شعبنا في فيضانات باب الوادي أو زلزال بومرداس، ليتضح أن مظاهر التآزر في الظروف الحالية ليست جديدة، بل ميزة راسخة لدى الجزائريين.