الناس يشترون بدون وعي، هذا هو حال المواطنين في مجتمعنا، يشترون كل شيء وأي شيء حتى لو لم تكن الحاجة ملحة إليه.. بالمقابل، يشتكون من الغلاء ومن ممارسات التجار، أفليس أولى بهم أن يشتكوا من أنفسهم ويراقبوا تصرفاتهم؟ ما دفعنا إلى التعليق على هذه المسألة سؤال مواطن ألِف شراء حاجته من الخضر في سوق شعبية، لكنه تفاجأ قبيل عيد الأضحى مباشرة بالسوق خاوية على عروشها.. إلا من بقايا ”شبه خضر” ولمّا استفسر قيل له إن السبب ليس قلة العرض وإنما كثرة الطلب التي ”مسحت” السوق كلية.. بل أردف خضّار يقول ساخرا أنه يحتار لأمر بعض المواطنين ممن يشترون فوق حاجتهم ثم يرمون الفائض في النفايات؟ وأضاف -على سبيل المثال- أن مواطنا اشترى أربع كيلوغرامات من اللفت؟ متسائلا ماذا سيفعل بها فالطبق التقليدي لأحشاء الأضحية مثلا، لا يتطلب على أكثر تقدير إلا أربع حبات منها! والحقيقة أن اللهفة هي التي تطبع سلوك المواطنين. بالمقابل، فإن التجار هنا لا يفوتون فرصة استغلال المناسبة الدينية، وإنما يستغلون لهفة المواطنين الذين يأكل جشع بعضهم البعض الآخر، وإلا كيف نفسر التهافت الكبير على اقتناء أكثر من ”ربطة حشيش”، هذه التي ”يغتني” بائعها بسبب تسابق هذا وتلك عليها، وضف إلى ذلك بقية الخضر التي تصبح سلعة ”بشأنها”.. تماما مثلما كان الحال قبل العيد بالنسبة لكباش ”خمس نجوم”، أو قل سبعة أو ربما ثمانية، كناية عن ثمنها والسبب هنا، أليس المواطن نفسه؟ ألا ينطبق هنا المثل الشعبي القائل: ”اللي ضرباتو يدو ما يبكي” ؟!