تطرقت مجلة الجيش في عددها الأخير لشهر جوان الجاري عن التنظيمات الإرهابية التي تنشر الرعب في أوساط الشعوب وتحرض على العنف ضد الدول والحكومات وتدعم المجرمين المتطرفين مستغلة كل الوسائل من مال فاسد وأسلحة مهربة وإعلام مضلل، غايتها في ذلك الاستيلاء بالعنف على الحكم وفرض أحكامها وشرائعها. وقالت المجلة في ركن "تعليق"، دون شرف أو خجل لا يحرجها البكاء والتسول على أبواب مختلف المنظمات الدولية والإقليمية وحتى تلك المطالبة بحقوق المثليين. وأيضا التعامل مع دول وأنظمة استعمارية عنصرية تستعمر الشعوب وتستغل خيراتها، وتقف في وجه تقرير مصيرها. وسردت "الجيش" في هذا السياق التنظيمات الإرهابية من قاعدة، داعش، بوكو حرام، الجيا، رشاد والماك وعيرها، أن هذه التنظيمات الإرهابية، بغض النظر عن اختلاف تسمياتها وأماكن جرائمها وتواريخ نشأتها، فإنها تلتقي في غاياتها وأهدافها ومراميها، المتمثلة في إرساء قواعد نظام دكتاتوري عنصري يكرس حكم الأوليغارشبيا والأقلية. ويفرض النظام الثيوقراطي على حساب آمال وتطلعات الشعوب. وأضافت "الجيش" أن هذه التنظيمات الإرهابية لا تهم الوسائل المستعملة لتحقيق هذه الأهداف، سواء تحالفوا مع أل صهيون أو الأنظمة الفاسدة أو أعداء الوطن أو حتى مع الشيطان، طالما أن ملهمهم "مكيافيلي" يرى أن الغاية تبرر الوسيلة، ومشرعهم "أبو قتادة" أفتى بشرعية تعميم عمليات القتل والردة على كافة أبناء الجزائر وتكفير حتى المواليد والرضع لأنهم لم يدخلوا بعد في الإسلام. وبعد أن أشارت إلى ما شهدته الجزائر في تسعينيات القرن الماضي من مجازر وأعمال إرهابية، أوضحت أن تذكر هذه الأحداث والوقائع القصد منها حتى لا ينسى شباب اليوم معاناة آبائهم وأمهاتهم وحتى يدركوا أن تنظيمات ما يسمى بالجيا مثلا أو "المرابطون" أو "جند الخلافة" أو "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" لا يختلفون عن منظمة "رشاد" أو حركة "الماك" فهما وجهان لعملة واحدة والفرق الوحيد بينها هو التغيير في أدوات العمل واستغلال وسائل جديدة على غرار منصات التواصل الاجتماعي والتوسل للمنظمات غير الحكومية المشكوك في تمويلها وانتمائها. وأضافت الجيش في هذا السياق إن هذا الجيل من المغامرين يتفاخر بخيانته ويتباهى بنذالته لا تهمه الجزائر ولا تاريخها ولا شعبها بقدر ما يهمه الاصطياد في المياه العكرة والاستثمار في مشاكل الآخرين وتحريضهم على العنف والتغرير بالأبرياء والدفع بهم في صراعات ومواجهات لا يقدرون نتائجها. وذكرت في الصدد بأن أفراد منظمة رشاد الإرهابية يقيمون على الأراضي الأوروبية، ويستأسدون "بالمسيحيين" الذين يعتبرونهم كفارا لمحاربة أبناء جلدتهم وإقامة كما يزعمون دولة الخلافة على الأراضي الجزائرية. أما حركة الماك الإرهابية فكل ما فيها غريب ومحير ويدعو للسخرية والدهشة في آن واحد "زعيمها" الذي يطالب بالانفصال عن الجزائر وكأني برضيع يرفض حضن أمه والأكثر من ذلك يتبجح بكيان عنصري يعتبره مثله الأعلى ولا يتوانى في وصفه بالتحضر والتقدم والعدالة، غاضا الطرف على ما يرتكبه هذا الكيان من مجازر في حق الشعب الفلسطيني. وخلصت مجلة الجيش إلى القول لقد فشلت كل هذه القوى في ضرب مقومات الشعب الجزائري وتقسيمه وتشتيته واختلاق النعرات واللعب على وتيرة المنطقة والجهة والنسب والأصول، فما بالك تضيف بحفنة من فئران المخابر لا تملك اسما ولا تاريخا ولا وزنا، جندت لإحياء سياسات الاستعمار الفاشلة وشرائع الدواعش المزيفة.