بعد فتح الحدود البرية بين الجزائر و تونس من المرتقب ان يصل عدد السياح الجزائريين لدى الجارة الشرقية إلى مليون مواطن جزائري، و تصوروا حجم ما يستفيد منه الأشقاء لو فقط ترك كل سائح من المليون مائة دولار خلفه و الاكيد ان اقلهم مصاريف سيترك خمس مائة دولار، و مع الأسف اللوم لا يقع على المواطن الذي يبحث عن الافضل لسياحته فاستئجار فيلا في تونس لمدة شهر تكلف أقل من ستوديو يشبه زنزانة لمدة أسبوع في الجزائر، و الأمر نفسه بالنسبة للفنادق و المطاعم، ففي تونس يمكنك أن تصرف نصف ما تصرفه هنا أو ربما أقل من النصف، بسبب انخفاض الأسعار و حسن الاستقبال من قبل المطاعم أو الفنادق و أصحاب الشقق التي يتم تأجيرها، عندنا ما زال عون الاستقبال في الفندق يتحدث معك دون أن ينظر إليك و تطلب غرفة من سرير واحد فيفرض عليك غرفة من عدة أسرة حتى تدفع اكثر، أما المطاعم فلا تستغرب ان هممت بالأكل فترى في الجدران صراصير تلهو مع الذباب، و حين تستعد لدفع الفاتورة تدفع الشيء الفلاني و قبل أن يمد لك المكلف بقبض الحساب يده ليقبض ثمن الاكل الذي تناولته يكون لتوه قد اخرج أصبعه من انفه، و هو نفس الإصبع الذي يكون مغموسا في الحساء حين يقدمه لك في صحن دون وضعه في صينية كما هو معروف في إتيكيت المطاعم. كان يمكن لمليون سائح ان يتوزعوا غير شريطنا الساحلي، لكن يكفيك قضاء ليلة في غرفة فندق تقضي ليلتك فيها الطويلة في محاربة الباعوض و النوم واقفا خشية الصراصير، حتى تنظم إلى المليون سائح الذين سيتوجهون إلى تونس لتصبح انت الواحد بعد المليون الذي عاش التجربة السياحية في الجزائر و يقرر بعد ذلك أن يتوب على السياحة الداخلية . الوسوم قلم المسار محمد دلومي