حكومة بيدرو سانشيز في اسبانيا و بعد الأزمة التي تسببت فيها مع الجزائر لجأت مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، و في اعتقادها انه يمكنه لي ذراع الجزائر و اجبارها على قبول الأمر الواقع، إلا أن الاتحاد الأوروبي عمل نفسه كمن لم يسمع أو يرى، لدرجة ان رئيس حكومة مدريد صار مثل الأبله أمام شعبه الذي استغرب من تصرفاته أمام دولة مثل الجزائر معروفة بالمواقف الثابتة و معروفة بركوب رأسها حين يتم محاولة حشرها في الزاوية، اليوم دول الاتحاد الأوروبي التي كان يضرب بها المثل من قبل (الاسطراطيجيين) عندنا، في وحدة المواقف و المصير المشترك، تعرت أمام العالم و سقطت ورقة التوت التي كانت تسترها و فاقمت الأزمة الروسية الأوكرانية من التشتت داخل الاتحاد، فبعدما كانت لها مواقف ثابتة و موحدة و تعاون كبير في كل القضايا أو هذا ما كان متجليا في الظاهر، صارت اليوم و خاصة بعد أزمة كورونا هذه الدول تقول نفسي نفسي لدرجة ان إيطاليا هددت بالخروج من الاتحاد الأوروبي بعدما تم تركها تواجه الوباء دون مساعدات و تم إغلاق الحدود، الأزمة الروسية الأوكرانية ايضا أظهرت حجم الفرقة بين اتحاد له مواقف موحدة في الاجتماعات و أمام الإعلام و تحت الطاولة يريد الكل ان لا يقطع صلة الوصل مع موسكو، بعد أن استطاعت روسيا إعطاء درس قاس للاتحاد من خلال العقوبات العكسية و غلق إمدادات الغاز، اليوم توجد دول أوروبية مثل ألمانيا و دول اخرى وصلوا إلى قناعة انه وجب التفاوض مع موسكو كجار جدير بالثقة و الاحترام و إيجاد حل دبلوماسي في الأزمة الروسية الأوكرانية، و هناك من الدول الأوروبية من ربطوا اتصالات مع روسيا ليكونوا أول المستفيدين من الطاقة قبل غيرهم من دول الاتحاد و هم أنفسهم من فرضوا عقوبات على الروس، و في كل أزمة كبيرة أو صغيرة يواجهها الاتحاد الاوروبي، تظهر هشاشته و هشاشة دوله و يحسبهم الكثير من الناس جميعا و قلوبهم شتى. الوسوم قلم المسار محمد دلومي