ما أدلى به شهود عيان فيما يتعلق بالهجمات التي تعرض لها الجيش المالي و أدت إلى مقتل 44 من عناصره و جرح عدد غير محدود، يؤكد أن للقوى الغربية على رأسها فرنسا يد في التخلاط الحاصل في المثلث الواقع بين مالي و النيجر و بوركينا فاسو، فالشهادات تفيد ان الهجمات الإرهابية رافقها دعم بالقذائف من قوى نظامية، و أن العناصر الإرهابية كانت تستقل سيارات رباعية الدفع، و من غير المعقول أن تستقل العناصر الإرهابية سيارات رباعية الدفع دون أن يرصدها الجيش الفرنسي المتواجد في بوركينا فاسو أو النيجر، هذه الشهادات تحيلنا إلى أسئلة عديدة اولها عن صناعة داعش و من يقف خلفها، هذا التنظيم الإرهابي الذي ظهر من العدم بكامل عتاده و عدته و معه طواقم تصوير و إخراج برع أكثر من مخرجي هوليود لا يمكنه أن يكون سلح نفسه و نشأ في الخفاء و استطاع الحصول على افضل سيارات تويوتا رباعية الدفع في العالم التي لم تحصل عليها أكثر من الجيوش في ظرف وجيز، دون مساعدة من قوة من قوى الشر، و الشر في تلك المناطق لا يأتيها إلى من باريس فهي وجه الشر منذ احتلال تلك الدول إلى ما بعد استقلالها و إلى اليوم، فلا أحد له مصلحة في تعطيل المصالحة في مالي إلا فرنسا التي تم طرد جيشها من تلك البلاد طرد الكلاب، و من المفارقات أن العمليات الإرهابية بعد خروج الفرنسيين انعدمت أو كانت تنعدم، و هنا أيضا وجب طرح سؤال آخر من كان يغذي الجماعات الإرهابية خلال التواجد الفرنسي في مالي؟ الجواب لا يحتاج إلى كثير عناء، فتواجد الجيش الفرنسي في مالي مرهون باستمرار تواجد الإرهاب، لهذا فإنه بات من الضروري القول أن الإرهاب و وجه الشر وجهان لعملة واحدة، و مهما فعلت باريس فإن شرها سينقلب عليها بعدما استطاع الجيل الجديد من القادة الأفارقة إحباط كل مؤامراتها الدنيئة. الوسوم قلم المسار محمد دلومي