رحب عبد الحميد بوداود، رئيس المجمع الجزائري لخبراء البناء والمهندسين الجزائريين، بالاعتماد على الخبرة الفرنسية لإعادة ترمين البنايات القديمة في الجزائر، وطالب بإصدار دفتر صحي وآخر للصيانة للمباني، ومتباعة المشراريع كل ثلاث سنوات. وأكد بوداود في اتصال هاتفي أن المهندسين الفرنسيين يمتلكون من الخبرة والتكنولوجيا ما تؤهلهم لهكذا عمليات، مثلهم مثل البرتغاليين، اليغزلافيين، البريطانيين واليابانيين،وفي هذا الإطار طالب بوداود بإشراك الخبراء الجزائريين في المشروع لتبادل الخبرات، لكن التساؤل –يضيف بوداود- هل أن الجزائر لا يتملك خبراء لكي تستوردهم من الخارج، وفي هذا الإطار قال محدثنا "إن المشكل في الخبراء الجزائريين لا يكمن في قدرتهم، فقد أثبتوا فاعليتهم من خلال مشاركتهم في عدة مشاريع عبر العالم، ولكن لكونهم "خجولين ولا يطالبون بحقهم" الشيء الذي جعلهم مهمشين من طرف السلطات، مؤكدا غياب الثقافة المعمارية على مستوى، المسؤول، المهندس إلى المواطن. وأكد بوداود أن معضلة المعماريين الجزائريين تكمن في "الخجل" و الرشوة ، و"الحسد" ،موضحا أن الجزائر لا تتوفر على ثقافة معمارية، تعطي المهندس حقه، مما يجعل هذا الأخير "يخجل" أو يتخوف من طلب 3 بالمائة من القيمة الإجمالية والمعمول بع عالميا. وفيما يتعلق بالحسد، قال بوداو، أن المعماريين الجزائريين يفتقرون لثقافة التعاون وتبادل الخبرات، وتجدهم يحسدون بعضهم البعض وكل واحد منهم يتمنى تدمير الآخر، مما جعل هذه المهنة "فعلا" مهنة خاسرة.
وأكد بوداون أن ترميم العمارات القديمة لا يكفي وحده، ويجب متابعته، وشدد محدثنا على ضرورة أن يكون لكل عمارة، دفتر صحي وآخر للصيانة، وأن تكون هناك متابعة كل ثلاث سنوات نضرا لعمر العمارات في الجزائر خاصة على مستوى العاصم، وأقترح بوداود، أن تكون هناك اتفاقية بين وزارة السكن وكلية الهندسة المعمارية، من أجل تكوين المتخرجين في مشاريع حقيقية، وأعاب محدثنا، السياسة المتبعة اليوم في قضية منح الاعتماد ، والتي تشترط خبرة 13 سنة من أجل منح شهادة الاعتماد للمعماريين، وأكد أن معظم المعماريين يقومون بشراء الخبرة مما يجعلهم دون مستوى.