خرج طلبة الجامعة أمس مجددا في مسيرة سلمية بالجزائر العاصمة جددوا من خلالها دعمهم لمطالب الحراك الشعبي الداعية إلى إحداث التغيير الجذري والدعوة الى رحيل جميع رموز النظام السابق. وقد جاب الطلبة كالعادة أهم شوارع العاصمة المؤدية إلى ساحة البريد المركزي وذلك عقب تجمعهم بساحة الشهداء التي أضحت المحطة الاولى لهذه المسيرة الطلابية، التي جدد من خلالها المشاركون تمسكهم بمساندة مطالب الحراك الشعبي الهادفة إلى إحداث التغيير الجذري ومحاربة رموز الفساد. وخلال هذه المسيرة، ردد الطلبة شعارات تدعو إلى رحيل كل الوجوه المحسوبة على النظام السابق، الى جانب شعارات أخرى مثل "السيادة للشعب و"جزائر حرة ديمقراطية" و "الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع".كما عكست اللافتات التي حملها الطلبة "الرفض القاطع" لأي حوار يتم مع أشخاص محسوبين على النظام السابق الموسوم بالفساد ونهب المال العام، مشددين على ضرورة استبعاد كل من له علاقة بالفساد والفاسدين. وأكد الطلبة أيضا على مواصلة تنظيم مسيرتهم الأسبوعية إلى غاية تحقيق مطالب الحراك الشعبي. الطلبة يضغطون لتسريع إجراءات التهدئة وشدّد الآلاف من طلاب الجزائر، مساء أمس، على وجوب تسريع سلطات بلادهم لإجراءات التهدئة، داعين إلى تعجيل إطلاق سراح عشرات الموقوفين لحلحلة الأزمة السياسية المستعرة منذ بدء الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فيفري الماضي. وبرسم الوقفة الطلابية ال25، شهدت الجزائر العاصمة ومحافظات أخرى عبر البلاد، سلسلة مسيرات شهدت مشاركة واسعة رغم تواجد الطلبة في الإجازة السنوية وأجواء ثالث أيام عيد الأضحى المبارك. وخاطب الناشط سمير بركاني الجموع: "سنظلّ نضغط حتى يصدر المسؤولون تدابير تهدئة".وفي ساحة الشهداء بالعاصمة الجزائر، وقف نزيم ولطفي وعمار ونجيب قرب مسجد كتشاوة العتيق، وقالوا إن عموم المحتجين يؤكدون على "تجسيد مطلب الدولة المدنية"، ورفضهم لما سموها "محاولة أطراف نافذة فرض سياسة الأمر الواقع". وشدّد محمد أمين، الطالب في كلية الطب، على "كف دوائر القرار عن الدوران في حلقة مفرغة، فمن العبث الخوض في مسائل الهوية التي حسمتها ثورة نوفمبر قبل أكثر من ستة عقود، نحن وغيرنا من الفئات الشعبية نريد خطوات ملموسة تنطلق من تحرير الموقوفين وتنتهي بحوار جاد يخرج البلد من عنق الزجاجة".من جانبهن، تساءلت نورهان وسليمة وأسمهان الطالبات في كلية الحقوق: "لماذا تصرّ السلطات على تمديد عمر حكومة رئيس الوزراء نور الدين بدوي، رغم أنّ الجميع يطالبون بترحيلها، وحتى هيئة الوساطة اشترطت ذلك لتفعيل الحوار".وأردفت زينب المتخرّجة حديثًا من قسم العلوم السياسية بجامعة الجزائر: "هيئة الوساطة دعت السلطة لإطلاق إجراءات تهدئة، كما استبعدت أحزاب الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة من أي دور في رسم المشهد القادم؛ تجاوبًا مع مطلب الملايين كل أسبوع، لكن من بيدهم القرار يؤجلون أي حسم، بما يعني تمديد عمر الأزمة".وجدّد طلبة الجامعات دعواتهم لتحرير القضاء والإعلام، فضلًا عن مطالبتهم باحتكام أي حل سياسي للأزمة المستعرة، إلى سلطة الشعب، بموجب ما تنص عليه المادتين السابعة والثامنة.