مَنَحَ قطعة أرض لنائبه لإنجاز قاعة حفلات بجوار مقبرة كشفت مصادر موثوقة من هيئة مجلس بلدية خنشلة ل«النهار»، عن مثول رئيس البلدية ونائبين له ورئيس مصلحة التعمير، نهاية الأسبوع، أمام قاضي التحقيق لدى محكمة بوحمامة خارج الاختصاص الإقليمي لمحكمة محل المنصب الانتخابي لأطراف الدعوى. طبقا للقوانين المعمول بها لغرض سماع إفاداتهم ودفوعهم بخصوص حيثيات القضية التي تم متابعتهم بشأنها من قبل وكيل الجهورية بمحكمة خنشلة، والمتمثلة في منح قطعة أرض لأحد نواب «المير» كائنة بجوار المقبرة الإسلامية بطريقة غير مشروعة. وإصدار محررات رسمية بشأنها قصد استغلالها في مشروع تشييد قاعة للأفراح، أين قرر بعد توقيع محاضر الاستماع وضع جميع الأطراف تحت الرقابة القضائية على ذمة التحقيق، وتكييف التهم قبل إصدار القرار النهائي الذي يسبق الإحالة على المحكمة المختصة. تعود حيثيات هذه القضية إلى شكوى رفعها ممثلو جمعيات عدة أحياء، وجهت إلى النائب العام لدى مجلس قضاء ولاية خنشلة وجميع السلطات المحلية الأمنية والإدارية، طالبوهم خلالها بالتدخل بحزم لوقف أشغال التهيئة على مساحة أرضية من قبل أحد نواب «المير» لإنجاز مشروع قاعة للأفراح بجوار مقر المقبرة الإسلامية. معتبرين هذا المشروع في حد ذاته غير أخلاقي ولا يتناسب وحرمة المقبرة، بغض النظر عن قانونية الإجراءات التي تم بموجبها منح قطعة الأرض، لاسيما وأن الغناء والأهازيج والزغاريد ومواكب الأعراس التي ترافقها أصوات البارود في هذه القاعة ستتزامن حتما مع مواكب تشييع الجنازات، والتي تستوجب مظاهر الخشوع والعبرة. فضلا عن مشاعر الحزن وما يرافق الدفن من حالات البكاء والدموع على الميت، وما ينجر عن اختلاط مظاهر الفرح مع مظاهر القرح من ضغائن بين السكان في الحالتين، ليصدر النائب العام تعليمة إلى وكيل الجمهورية تقضي بمتابعة القضية، والذي من جهته أحالها على المصلحة المعنية بأمن الولاية. وبعد التحقيق وتسلم محاضر الاستماع، أحال ممثل الحق العام من جهته الملف والأطراف المعنية إلى قاضي التحقيق بمحكمة بوحمامة الذي أمر بوضع المعنيين رهن الرقابة القضائية على ذمة مواصلة جلسات الاستماع وإصدار القرار النهائي قبل تكييف التهم وإحالتهم على المحكمة المختصة. رئيس بلدية خنشلة من جهته، أوضح أن هذه المتابعات القضائية المفبركة التي أقحم فيها من طرف جهات مغرضة، قد تسببت في عرقلة أداء واجبه تجاه سكان البلدية، وهدفها الأول إزاحته من رئاسة المجلس بكيفية أو بأخرى، ليخلو لهم الجو ليعيثوا في الأرض فسادا، لكنه قال إنه في جميع الأحوال لديه الثقة الكاملة في عدالة الهيئات القضائية المحلية وستنصفه وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في كل ما يجري.