كشفت،أمس،الدكتورة سمية سنوني،مختصة في أمرض الأطفال أن الجزائر تحصي أكثر من 10 آلاف مرض ناذر يعاني منها الأطفال في الجزائر. لعدم الكشف عن المرض خلال الساعات التي تلي الولادة. وقالت الأخصائية، خلال يوم دراسي حول أمراض الأطفال بفندق «الأوراسي». إن 10 آلاف طفل بالجزائر يعانون من الأمراض الناذرة،التي يكلف علاجها الملايين،داعية إلى ضرورة الكشف المبكر عنها لتفادي النتائج الوخيمة. وفي ذات السياق، أكدت الأخصائية أن ولادة واحدة من بين آلاف الولادات،تأتي مع إصابة بمرض ناذر يلازم المولود طيلة حياته. موضحة أن أبرز أسبابه في الجزائر هو زواج الأقارب، والتي يزيدها حدة غياب التشخيص المبكر. وذكرت الأخصائية أن بعض المرضى يتحملون تكلفة العلاج بأنفسهم، في حين أن البعض الآخر بحاجة إلى مساعدات إنسانيّة وتجهيزات. مشيرة إلى تسجيل حالات موت أطفال، بسبب أمراض ناذرة يعجز الأطباء عن تشخيصها. وحتى في حال كشفها فإن علاجها يبقى صعبا بسبب عدم توفّر الدواء في الجزائر، فضلا عن غلاء تكلفته في الخارج. وعلى صعيد ذي صلة، أشارت «الدكتورة سنوني» إلى أن الأمراض الناذرة يمكن الكشف عنها والشفاء منها. إذا ما تم الكشف عنها بواسطة تحاليل بسيطة قبل ال 72 ساعة التي تلي ولادة الرضيع. وهي التحاليل التي تتم عبر مختلف دول العالم، وتنعدم في الجزائر لغياب سياسة الكشف عن هذه الأمراض. وعن أكثر هذه الأمراض شيوعا، أكدت ذات الأخصائية أنها تلك المتعلقة بالدم، ومنها داء الهيموغلوبين الانتيابي. الذي تتحلل معه الكريات الحمراء وتنزل مع البول، ويؤدي ذلك إلى إعاقة المصاب. موضحة أن التكفل بهذه الأمراض في الجزائر غير متوفر. وفي الشأن ذاته، شددت ذات المتخصصة على ضرورة إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج لتقليل حدوث الأمراض الوراثية. التي تعتبر السبب الرئيسي في الإصابة بالأمراض الناذرة، مشيرة إلى أن هذه الأمراض تعتبر من الأمراض الصعبة. والتي لم يجد الطب لأغلبها أي علاج، مضيفة أن معظمها يظهر في سن الطفولة المبكرة . وتزداد علامات المرض كلما تقدم الطفل في السن، إلى أن تؤدي إلى الإعاقة أو حتى الوفاة.