قررت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تحويل المركز الجهوي للدم بالعاصمة، الكائن بسيدي حسان بالشراقة، إلى مقر الوكالة الوطنية للدواء، حيث تم الشروع في تحويل العتاد الخاص به إلى مختلف المراكز الإستشفائية. وحسبما كشفته مصادر رسمية من وزارة الصحة ل”النهار”، فإنّ القرار الّذي تم إتخاذه بشكل رسمي الأسبوع الماضي، يقضي بتحويل أكبر مركز لحقن الدم، إلى مكاتب للوكالة الوطنية للدواء. وعلى صعيد ذي صلة، أكدت ذات المصادر أنّ المركز الّذي كان من المفروض أن يعمل بنظام 24 ساعة على 24 ساعة، كان سيوفر كميات كبيرة من الدم للجزائر العاصمة وضواحيها، مشيرة إلى أن مستشفى “مصطفى باشا” هو المركز الوحيد الذي يعمل إلى ساعات متأخرة من الليل، وهي الفترة التي تكثر فيها الطلبات على الدم. وأكدت ذات المصادر أنّ وزارة الصحة باشرت عملية تحويل العتاد الذي كلّف آلاف الملايير إلى مختلف المستشفيات، في انتظار تسليم المركز بشكل نهائي خلال الأيام القليلة القادمة للمسؤولين على الوكالة الوطنية للدواء، رغم أن قرار تشييده كان بسبب أزمات الدم الخانقة التي تشهدها المستشفيات، والتي تدفع المرضى إلى تسول الدم من مستشفى إلى آخر، أو الإستعانة ب”الفايسبوك” والمساجد، من أجل الحصول على فصائل الدم النادرة وحتى أكياس الدم العادية. وبخصوص نظام المقايضة، الّذي لا تزال بنوك الدم تعمل بموجبه، فأكدت ذات المصادر أنّه لا بديل عن ذلك، لأنّ الهدف منه هو ضمان جلب متبرعين جدد وتجديد بنوك الدم، بالنظر إلى الطلب الكبير المسجل في المستشفيات، حيث تعد مصالح إستعجالات الجراحة العامة والتوليد أكثر المصالح طلبًا لأكياس الدم، بسبب حوادث المرور وحالات النزيف الدموي بعد الولادة، إلّا أنّ هذه المصالح ستواجه أزمة خانقة بعد قرار الغلق الرسمي لمركز “سيدي حسان” بالشراقة، والتي ستبلغ أوجها خلال الأشهر القادمة. تجدر الإشارة إلى أنّ المركز الجهوي لحقن الدم تم تدشينه من قبل وزير الصحة الأسبق، عبد المالك بوضياف، سنة 2017، بعد دراسة مسبقة أكدت أن العاصمة والولايات المجاورة تعاني من أزمة دم خانقة.