دون الحديث عن العفوية والفجائية والتلقائية والتي تأتي نتيجة ظرف أو حاجة في نفس من قاموا بها،قد يغظ الطرف عنها و يتسامح معها ويتحدث مثل هذا عند الكثير من الدول وفي الشعوب،لكن أن يتكرر ذلك وعن قصد وترصد وللعديد من المرات ولهدف معين،فهنا لا توجد سلطة في العالم من تقبل هذا الوضع دون أن تتدخل سواء لتنظيمه أو للتقليل من شأنه أو للحد من نفوذه الاجتماعي أو تأثيره الإعلامي..؟ وفي جميع الحالات فإن المقصود والمستهدف بهذه التعليمات الواردة في بيان وزارة الداخلية ،هو مسيرات يوم الجمعة ،أو يطلق عليه تنظيميا وشعبيا "الحراك الأسبوعي" الذي لم يألف الخضوع لترتيبات معينة ،وإنما كان عفويا ودون شعارات معدة مسبقا،وإن كان ذلك لا يمنع من وجود ما يعد مسبقا من قبل متزعميها هنا وهنالك،وقد كان هذا حاله منذ انطلاقه في 22 فيفري 2019 إلى يومنا هذا،حيث لا رقيب ولا حسيب وإن تخلله مد وجزر بينه وبين السلطة القائمة والسابقة،إلا أن وهيجه كان من حين إلى آخر يخبو ثم يظهر،وكان هناك قوى خفية تعد له إعدادا دون تظهر بشكل جلي واضح على الساحة السياسية بشكل رسمي ..!
مهما يكن فإن الإجراءات القانونية والتنظيمية،وإن كان البعض أعدها مطبات في طريق استمرارية الحراك ،إلا أنها في الحقيقة تعد ضرورية في تحضير و تأطير وتوجيه وتزعم المسيرات المناهضة للسلطة أو حتى المؤيدة لها،ذلك أن القصد من وراء ذلك هو منعها من الانزلاق والانحراف وعدم مساسها بالحريات العامة للمجتمع،فكان اشتراط الترخيص المسبق لها عملية وقائية..؟ المسيرات الأسبوعية طال أمدها وجاءت بالنفع على آخرين كما أنه جلبت الويل على قطاع آخر من المواطنين والمؤسسات ،والسلطة بين هذا وذاك لن تبقى مكتوفة اليدين تتفرج ،فكان منها هذا التدخل ،وغن جاء بعد الجمعة 116 ،إلا أن قد يكون نافعا للوطن والمواطن،ضارا للحراك ومن يقف وراءه،وفي كل خير ..؟ !