اكتسحت ظاهرة التسول أحياء ولاية أم البواقي وبلدياتها الكبرى في السنوات الأخيرة بقوة إلى درجة أصبح التفريق فيها صعبا بين الحاجة والإغراء،و من مختلف الأعمار والأجناس يمدون أيديهم لطلب الصدقة على قارعة الطرق، رغم كون هذا العمل مذموما ومكروها في المنطقة . والمؤسف في الأمر أن البعض أصبحوا يجدن فيه ضالتهن في الربح السريع، من خلال الإغراء و اللعب على مشاعر الناس ومغازلتهم،خاصة وإن كان هناك تجاوبا من الطرف الآخر.
و رغم الظروف المعيشية الصعبة واشتداد الحاجة عند الكثير من الأسر، إلا أن الظاهرة لم تعهدها مدينة أم البواقي، سوى خلال السنوات الأخيرة، مما اعتبروها بالظاهرة الدخيلة، سواء لدى الإناث أو الذكور تعد في نظر مواطني المنطقة سلوكا منبوذا ومتدنيا ينشأ عليه الأبناء منذ الصغر بأنه سلوك مشين وسلبي.
في جولة لجريدة "الراية" تقربنا من بعض المواطنين الذين أعطونا رأيهم في الموضوع، وإن كانوا قد صادفوا في حياتهم قصصا لأغنياء يمتهنون التسول كمصدر رزق، "تقي الدين" طالب جامعي يرى أن أغلب المتسولين يملكون سيارات فاخرة ومنازل فخمة جنوها من مداخيل التسول ، وإلا ما تفسير عملية نزول هؤلاء المتسولين من سيارات فخمة صباحا، لتعود إليهم مساء لتأخذهم..! و الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات ويثير الحيرة والاستنكار لدى المواطنين، هو ظاهرة تسول الفتيات التي انتشرت بسرعة البرق خلال السنوات القليلة الماضية في الأماكن العمومية .
ورغم أن التسول ظاهرة اجتماعية لا يكاد يخلو منها أي مجتمع، إلا أن ما تتعرض له هذه الفئة داخل مجتمعنا تستدعي التوقف والانتباه، فمع زيادة عدد المتسولين والمتسولات الذين يرتفع عددهم كل يوم ، إلا أن هؤلاء لم يعرفن بالمنطقة أصلا ولم ير لهن أثر في أي مكان من ذي قبل وبلهجات مختلفة، دون أن تلتفت الجهات المسؤولة عن الجهة التي تشغلهن..؟