تباينت وجهات النظر بين متفائل ومتشائم بشأن أضحية العيد، ففي الوقت الذي عبر عدد كم مواطني ولاية سكيكدة عن ارتياحهم لأسعار الكباش المتداولة في السوق، فإن القسم الآخر من المواطنين استهجن ما اعتبره بالغلاء الفاحش للماشية المتعلقة بالكباش، ولعل هذا التباين في الآراء حول سعر أضحية العيد يفسر بالقدرة الشرائية للمواطن في حد ذاتها. فأصحاب الأجور المتدنية من العمال يجدون أنفسهم أمام أسعار أضاحي تلهب جيوبهم والتي سبقت وان التهبت بالمعيشة اليومية الصعبة، وبتعبير آخر غير قادرين على تسديد ثمن خروف، هذا الأخير الذي قد يوازي أجرة شهرين على الأقل، ولعل أكبر دافع لدى هذه الفئة من المواطنين للبحث عن خروف مناسب لشرائه ليس العيد في حد ذاته بقدر ما يعود للعائلة بالمجمل وتحديدا الأطفال الذي يحثون الآباء على شراء الكبش أسوة بجيرانهم وأقاربهم وأصدقائهم، فتجدهم المرافق الأول في رحلة البحث عن خروف مناسب، ودخولهم في العطلة هذه السنة ساعدهم كثيرا في ذلك، حيث يتنقلون في كل مكان دون شروط أو قيود، وسيلة أخرى متعلقة بإحياء شعيرة سيدنا ابراهيم عليه السلام بدأت تبرز بقوة السنوات الأخيرة بولاية سكيكدة هي قيام مجموعة من العائلات أو داخل العائلة الكبيرة بالمشاركة في شراء عجل. هذه الطريقة ساعدت خاصة العائلات التي تقطن في مساكن ضيقة أو في عمارات والتي لا تجد مكانا للاحتفاظ بأضحية العيد أيام قبل العيد أو ليس لديها الوقت للاعتناء به بحكم أن الزوجان عاملان، والأكثر من ذلك يوم العيد حيث تتشابك عمليات الذبح والغسيل ونقل الأضحية من مكان إلى آخر، ليصبح تحويل العجل إلى المذبح واقتسامه دون عناء أسهل طريقة.