أفردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في أحد مقالاتها الأخيرة حيزا مطولا للحديث عن السياحة في الجزائر استعرض كاتبه هنري ويسماير أهم مميزات هذا البلد الضخم من حيث المساحة الغني بتراث تاريخي وطبيعي فريد يتعين أن تأخذه صناعة السياحة والأسفار بعين الاعتبار كما تحدث الكاتب عن النكسة التي شهدها قطاع السياحة في بلدنا الذي وصفه بالعملاق النائم وذلك نتيجة تفشي وباء كورونا ورصد ويسماير بعض المؤهلات السياحية لبلادنا في مقال مشبع بمشاعر وأحاسيس نابعة مما رآه ولمسه من تلاقي ماضي وحاضر هذا البلد الضخم الذي يحتل المرتبة العاشرة من حيث المساحة و الأبعاد الغامضة التي تنطوي عليها مختلف المدن الساحلية التي طاف بها في سفرية استهلها بعاصمة البلاد. حدادي فريدة مميزات سياحية فريدة من خلال شروحات دليله السياحي بما تزخر به الجزائر من مميزات سياحية فريدة أن السمعة السياحية التي تحظى بها الجزائر في الخارج تبقى بعيدة عن ثراء ما تزخر به من معالم طبيعية وتاريخية،ولم يفوت ويسماير وجوده بالعاصمة دون زيارة القصبة التي تشبه شوارعها المتاهة مذكرا بأنها صنفت من قبل اليونسكو ضمن التراث العالمي، وبعيون السائح الذي يراها لأول مرة نقل كاتب المقال شعوره وهو يتنقل بين واجهتها البحرية ذات اللون الأبيض التي تعلو الدكاكين ذات الجدران المنقوشة من مادة الجص والتي تتمازج في تناغم مع الألوان البهيجة للملابس التي نشرت على الحبال . وفي إحدى فقرات مقاله توقف هنري ويسماير عند شعور اعتراه وهو يطوف بالجنبات العتيقة للجزائر العاصمة لخصه بالقول الجزائر ستحيي يوليو المقبل الذكرى الستين لاستقلالها من حكم استعماري شكل فترة بشعة في تاريخها لا تزال جراحها حاضرة وبالإمكان استشعارها عبر مختلف ربوع المدينة واسترسل في ذات المنحى إذا كان في العاصمة نواة فهي تمثال قائد المقاومة ضد الغزو الفرنسي الأمير عبد القادر والذي لا يزال منتصبا في قلب الجزائر العاصمةودائما في القصبة . وفي تنقله بين الماضي والحاضر المتداخلين توقف الكاتب عند ولع الجزائريين بأيقوناتهم في مختلف المجالات حيث تقف جدارياتتحمل صورة رياض محرز أحد اللاعبين البارزين للمنتخب الوطني لكرة القدم إلى جانب أبطال الثورة التحريرية كعلي لابوانت بطل معركة الجزائر ليختصر فكرته بالقول أشباح الماضي لا تزال حاضرة . وعرج الكاتب في سياق آخر على النكسة التي شهدها قطاع السياحة في الجزائر الذي وصفه بالعملاق النائم وهذا نتيجة تفشي جائحة كورونا ما سبب ضربة للوكالات السياحية التي تعود إحداها لدليله السياحي زحافي الذي أكد له أن الجزائر يمكن القول بأنها أحد الأماكن الاكثر تميزا والتي يمكن الوصول إليها قدوما من أوروبا عبر رحلة قصيرة غير أنه أبدى أسفه لغياب سوق لهذه الوجهة. وبحلوله بقسنطينة التي شكلت بالنسبة له محطة لم يكن بالإمكان تجاوزها خلال هذه الرحلة روى ويسماير أهم ما احتفظت به ذاكرته في هذه المدينة على غرار مروره على هوة وادي الرمال التي لم نقدر عمقها الا مع بزوغ ضوء اليوم الموالي لينقل صورة حية عن سيرتا مترامية الأطراف التي تمتد نشأتها إلى العهد النوميدي والتي تتربع على صخر عتيق يرتفع على مسافة نحو 1000 قدم فوق وادي الرمال، كما نقل طموح بعض سكانها لاسترجاع هذا الماضي باستغلال الطاقات السياحية لهذه المدينة ومن بين ، ويقول ويسمايربعد تجواله بأزقة المدينة واستنشاقه روائح التوابل المنبعثة من المطاحن و روعة المدن الجزائرية ليس عليك الذهاب بعيدا عبر التاريخ فبالنسبة إليه فإن المظاهر اليومية لهذه المدن كفيلة بجعلك تعيش هذا الشعور عن قرب. المكان الأكثر سحراً وبتيمقاد المكان الأكثر سحرا أين سار على طريق حجري شيد قبل 2000 عام وقف ضيف الجزائر على أطلال تعود إلى نحو القرن الأول تشكل ما تبقى من حضارة مزدهرة كانت تابعة للامبراطوريةالرومانية تنوعت بين فسيفساء تحكي يوميات وأساطير هذه المدينة. وبعد اسبوع من الترحال على الشريط الساحلي تحول تفكير ويسماير إلى قناعة مفادها أن ما رآه أصغر من خدش على مساحة هذا الفضاء الكبير ، واختتم مقاله بدليله السياحي .لم تكن لدي أدنى فكرة عما سأجده هنا و هو ما ولد لديه شعورا بأن صناعة السياحة عليها أن تأخذ بعين الاعتبار الثراء الذي تزخر به الجزائر في هذا المجال.