تعهد باسترجاع أرشيف الذاكرة ورفات الشهداء من فرنسا “التعديل الدستوري يشكل أولى لبنات الجزائر الجديدة” أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عدم التخلي عن محاسبة المستعمر السابق، وتعهد باسترجاع أرشيف الذاكرة ورفات شهداء الثورات الشعبية التي مهدت الطريق لثورة نوفمبر المظفرة، وذلك من منطلق الإيمان بتضحيات الشهداء التي يعيش بفضلها الشعب اليوم حرا. وقال الرئيس تبون، في رسالة وجهها بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد الذي تحتضن ولاية سعيدة مراسيمه الوطنية، قرأها نيابة عنه الطيب زيتوني، وزير المجاهدين وذوي الحقوق، عند استذكار الشهداء الأبطال نتذكر دفاعهم المستميت عن الهوية الوطنية ضد سياسات التنصير والتمسيح وفرنسة اللسان والمكان، لنقف اليوم سدا منيعا ضد كل محاولات استهدافها المتكررة بمناورات خارجية وداخلية متعددة حتى نكون في مستوى ثقة الشهداء فينا”، وأردف “وبذلك نشحذ هممنا ونقوي عزيمتنا وإصرارنا وإيماننا ببناء الجزائر التي حلم بها الشهداء، ونستشعر مراقبتهم لنا في كل كبيرة وصغيرة فنجد إذا أصابنا الكسل ونثابر إذا مسنا الملل، ونستقيم إذا انحرفنا ونصبر عند الشدائد إذا حل بنا الضرر تيمنا بما فعلوا حتى نحقق الحلم المنشود لهم ولأبنائهم من الأجيال القادمة .. هذا الحلم يتمثل في بناء الدولة الوطنية القوية والمزدهرة والعادلة والمهيبة الجانب”. كما أكد رئيس الجمهورية، أن شبابنا اليوم في أمس الحاجة لكي يحفظ من الشهداء الدروس التي تعزز العقيدة النوفمبرية في الأرواح والنفوس وتحصن الوطن والدولة من التكالبات والمؤامرات التي أصبحت سمة العصر الراهن، وقال “عندما نستذكر الشهداء الأبرار، تستيقظ فينا ملاحم ثورة نوفمبر الخالدة والبطولات الجليلة لقوافل من الشهداء الذين كانوا في مقتبل العمر وبإمكانيات قليلة إن لم تكن منعدمة يواجهون أعتى قوة استعمارية عرفها شعبنا على مر التاريخ”، داعيا إلى جعل مثل هذه المناسبات ليس للترحم على أرواح الشهداء الطاهرة فحسب بل للاستلهام من قيمهم النضالية النبيلة وحبهم العظيم للوطن وإخلاصهم الصادق له، وأردف في هذا الصدد “إن استذكار الشهداء وأرواحهم الطاهرة يستدعي أن نتذكر أمانتهم المقدسة ..جزائرنا الحبيبة الغالية لكي نهب على سيادتها ووحدة شعبها”. في السياق ذاته، دعا عبد المجيد تبون، المنتجين والمخرجين والمؤرخين، وكذا كتاب السيناريو، إلى التعاون والتدوين الفني لتاريخ الثورة وكذا لتمجيد ملحمات وبطولات الشهداء رجالا ونساء، كما حث على إطلاق أسماء الشهداء على المنشآت والأحياء السكنية تخليدا لهم بدلا عن ما راج من التسميات بالأرقام. من جهة أخرى، تطرق الرئيس مجدد بالمناسبة، إلى ملف تعديل الدستور، وأكد أن نسخته الجديدة المعدلة ستشكل أولى لبنات وأسس الجزائر الجديدة التي تتطلع إلى التقدم والعصرنة متشبثة بتاريخها وأصالتها.