لتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب تقع قرية ايت قندوز التابعة لبلدية بوخليفة ودائرة تيشي على بعد 55 كم من عاصمة ولاية بجاية، وتتميز بطبيعتها الخلابة والعذراء وكانت موطن للثوار أيام ثورة التحرير النوفمبرية المجيدة – 54 الى 62، والكثير من أبنائها مجاهدون شاركوا في النضال والجهاد وعدد منهم سقطوا في ميدان الشرف، وبقيت القرية لسنوات عديدة بعد الاستقلال تعاني التهميش والعزلة مما دفع بالعديد من سكانها الى الهجرة وبالتحديد إلى مدينة بجاية، أين استقر معظمهم بحثا عن فرص عمل وحياة افضل لعوائلهم، ولم يبق من قاطنيها سوى بعض العائلات التي يمكن ان تعد بأصابع اليد الواحدة، والزائر إليها سيكتشف عن قرب الطبيعة التي تزخر بها هذه المنطقة التي تجمع في احضانها جمال الطبيعة وبساطة ساكنيها، وفي السنوات الأخيرة وبعد أن استفادت من بعض المشاريع الهامة كالكهرباء وتعبيد الطريق الرئيسي، سارع الكثيرون من سكانها للعودة مجددا الى قريتهم المنسية وبدؤا في تجديد مساكنهم بمساعدة الدولة في اطار البناء الريفي، كما شرعوا في خدمة الأرض والاهتمام بالفلاحة وغرس الأشجار وبالتحديد الزيتون والتين الأخضر .. وهو الأمر الذي ساهم في انتعاش المنطقة لتعود معها الحياة من جديد اليها، لكن ما يشغل بال ساكنة القرية وهو مشكل المياه الصالحة للشرب، صحيح أنهم يتزودون بمياه المنابع الطبيعية المنتشرة هناك، لكن اهتمامهم منصب على تزويدهم بشبكة القنوات التي تتولى حاليا مديرية الري والموارد المائية بالولاية إنجاز هذا المشروع والذي صادق عليه المجلس الشعبي الولائي، وهذا المشروع قد تم بالفعل الانطلاق فيه بتمديد قنوات الماء وربطها بأغلبية المساكن، في انتظار انجاز خزان مائي والقيام بعملية الحفر لاستخراج المياه الباطنية المتواجدة بالمنطقة بما فيه الكفاية التي تلبي حاجيات السكان وربما المناطق المجاورة، لكن المشروع توقف لأسباب مجهولة وهو ما دفع بالسكان للمطالبة بتفعيل المشروع وإتمامه قصد تزويد حنفياتهم بالمياه الصالحة للشرب وإنهاء معاناتهم بصورة تعيد لهم الأمل والحلم لإخراج منطقتهم من العزلة والتهميش.