أصحابها يعانون اجتماعيا لم تعد الأمور كما تحلو لأصحاب مقاهي الانترنت منذ أن حطت جائحة كورونا ببلادنا، حيث فرضت هذه الأخيرة وضعا مقلقا للجميع بما فيهم التجار وأصحاب المحلات التجارية، فبسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا، وتطبيق تدابير الوقاية والسلامة الصحية من خلال البروتوكول الصحي الذي وضعته الدولة لأجل كبح جماح تفشي هذا الفيروس، أضحت مقاهي الأنترنت خالية على عروشها، حيث غادرها مستعملي الشبكة العنكبوتية وعلى رأسهم طلبة الجامعة وتلاميذ مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي، وهذه الوضعية أثرت سلبا على أصحابها وأدخلتهم في بوتقة المعاناة الاجتماعية، من جهة حولت القائمين عليها إلى بطالة بسبب تحديد أوقات نشاطها، وتراجع مداخيل نشاطهم الذي كان يوما يعينهم على تلبية حاجيات عائلاتهم اليومية، ضف إلى ذلك الحركية التي كانت – مقاهي الأنترنت – كانت تصنعها يوميا، حيث يلجأ إليها متتبعو شبكات التواصل الاجتماعي، واستخراج مشاريع الطلبة، القيام بالبحث عن مواضيع لها علاقة بالمجال المعرفي والتربوي، وغيرها من أمور متصلة بالترفيه والانفتاح على العالم الخارجي، واليوم وأمام هذه المعضلة التي بدأت تؤثر بشكل كبير على أصحابها ونغصت حياتهم أمام ظاهرة الغلاء و تدهور القدرة الشرائية، ومن تبعات البطالة، حيث فرضت عليهم وضعا خاصا بدون أي نشاط يذكر. وفي هذا السياق يأمل أغلبية أصحاب مقاهي الأنترنت بولاية بجاية من الدولة أن تلتفت إليهم وتعمل على التخفيف من أعباء هذه الأزمة، لعّل وعسى يساعدهم ذلك على استرجاع الثقة بأنفسهم لاستئناف نشاطهم المعتاد في أريحية ويعيد إليهم البسمة إلى وجوههم. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة معتبرة من هؤلاء من خرجي الجامعات والمعاهد العليا الذين لم يحالفهم الحظ للحصول على منصب عمل في حياتهم المهنية، وأجبروا على ممارسة هذا النشاط سعيا منهم لبناء مستقبلهم المهني والاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية.