دعا المشاركون في أشغال الأسبوع الوطني ال17 للقرآن الكريم بقسنطينة إلى ضرورة جعل العمل الخيري، المحرك الآخر للتنمية الاقتصادية الوطنية. واعتبر في هذا السياق الدكتور، فارس مسدور، من جامعة البليدة، أنّ "الأعمال الخيرية بإمكانها أن تشكل دعامة أو ركيزة للنمو الاقتصادي"، مؤكدا بأن "أحسن إعادة هيكلة وأفضل تأطير"، سيسهمان في تثمين العمليات التي تندرج ضمن العمل الخيري، وذكر في هذا السياق بتجارب لأعمال خيرية ناجحة تجسدت بالولايات المتحدةالأمريكية حيث "أزيد من 9 ملايين منصب شغل" تستحدث في إطار الأعمال الخيرية. وفي نفس السياق أضاف مسدور أن الوقت قد حان للجزائر ل "نسخ نموذج ناجح، والعمل على جعل الجمعيات الخيرية مجموعات منتجة ومولدة للثروة". واعتبر ذات المتدخل أن الجمعيات الخيرية مطالبة للانخراط ضمن "رؤية جديدة ترتكز على العمل المنتج"، ملحا على أهمية تطوير وترقية العمل الخيري من الجانبين النظري والتطبيقي. وبعد أن أشار المتحدث إلى أنّ الأعمال الخيرية يجب أن تشكل "القطاع الثالث للتنمية الاقتصادية بعد القطاعين العمومي والخاص"، أضاف هذا المحاضر في مداخلته بعنوان "دور العمل الخيري في التنمية الاقتصادية"،بأن هذا العمل الإنساني تحركه إرادة تقديم المساعدة من أجل تجسيد مشاريع كبرى لفائدة المجتمع. هذا وقد تطرق المشاركون في هذه التظاهرة الدينية التي أشرف على افتتاحها الإثنين المنصرم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، وذلك بقاعة "أحمد باي" تحت شعار "العمل قيمة قرآنية"، إلى الأهمية الخاصة التي يوليها الإسلام للعمل، وقد تمّ التأكيد بالمناسبة على تحسين العمل والتفاني فيه وإتقانه من طرف الدكتور، عبد العزيز فيلالي، رئيس مؤسسة "عبد الحميد بن باديس"، الذي ذكّر بمسار هذا المصلح وبمكانة العمل في مشواره الإصلاحي. كما ذكر مشاركون في هذا اللقاء بأن أزيد من 300 آية من القرآن الكريم مخصصة لقيمة العمل، كما سيتم تقديم مداخلات حول السنة في مكافحة الفساد ودور القيم لإنجاح الفعل الاقتصادي وتجارب تسيير أزمات اقتصادية. للإشارة ستختتم أشغال الأسبوع الوطني ال17 للقرآن الكريم يوم الأربعاء بإصدار سلسلة من التوصيات.