وضعت السلطات الهولندية المختصة، شركة الخطوط الجوية الجزائرية في ورطة حقيقة، عقب إبطالها عملية تحويل أزيد من مليون أورو، من الحساب البنكي التابع لوكالتها بالعاصمة أمستردام، نحو حساب نظيرتها في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحكم أن العملية غير قانونية وتحوم حولها شبهة فساد، على إعتبار أن الوكالة الأولى مغلقة منذ سنة 2008 فيما إستمرت التعاملات المالية بحسابها البنكي إلى اليوم. كشفت مصادر جد مطلعة ل "السلام"، عن فتح السلطات الهولندية تحقيقات واسعة مع مسؤولين محسوبين على "إير آلجيري" بهذا البلد، وتحديدا الذّين كانوا يملكون سلطة التصرف في الحساب البنكي الخاص بوكالة الشركة في "أمستردام"، إشتبهت في تورطهم في قضية تهريب العملة وفساد مالي على العموم، وذلك بناء على محاولتهم مؤخرا تحويل ما يزيد عن مليون أورو من حساب وكالة الشركة في العاصمة الهولندية، إلى حساب نظيرتها في العاصمة البلجيكية، ليتضح أن الوكالة الأولى مغلقة منذ 2008، إلاّ أنّ حسابها البنكي شغّال إلى يومنا هذا، تُودع فيه أموال وتخرج منه مبالغ أخرى مجهولة الوجهة والمصير - تُضيف مصادرنا - تحت غطاء تعاملات مُتنوعة خاصة بالشركة. وعلى ضوء ما سبق ذكره بادرت الجهات المعنية في بلد الأراضي المنخفضة، إلى تجميد الحساب البنكي ل "إير آلجيري" في أمستردام، إلى حين وقوف التحقيقات التي ستطال الإدارة العامة للشركة، على طبيعة الأموال التي تداولها عن طريق هذا الحساب "المشبوه" كيف دخلت، وأين ذهبت. في السيّاق ذاته، لم تستبعد المصادر ذاتها، إمكانية تورط سفارتنا بهولندا في قضية هذا الحساب البنكي الخاص بوكالة "إير آلجيري" في أمستردام المُغلقة منذ 10 سنوات، وذلك من خلال تستر مسؤوليها أو القائمين عليها على نشاط مالي جزائري مشبوه في هذا البلد الأوروبي، معطيات إن أثبتتها التحقيقات التي باشرتها السلطات الهولندية حول القضية، ستُشكِّل صفعة قوية في وجه الدبلوماسية الجزائرية. هذا وإستلمت القضية بما فيها وزارة الشؤون الخارجية، وفقا لما أكدته مصادرنا، فيما تبقى وزارتي النقل والأشغال العمومية، والمالية، المعنيتين مباشرة خارج نطاق التغطية، في إنتظار أن تصلها تقارير عن الورطة التي وقعت فيها "إير آلجيري" بأمستردام، وهو ما سيحدث في الساعات القليلة القادمة بحكم توسع مرتقب لدائرة التحقيقات في قضية "الكونت المشبوه". من جهة أخرى من المنتظر أن تكون ورطة "إير آلجيري" بأمستردام الهولندية، سببا في الوقوف على المشاكل، الفوضى، والتجاوزات، الحاصلة في العديد من وكالات الشركة حول العالم، غرق القائمون عليها في التسيب، أهملوا واجبهم تجاه الزبائن من جهة وإلتزامهم تجاه الشركة من جهة أخرى، و كانوا بناءا على شكاوى مئات المواطنين وثقتها طيلة السنوات الأخيرة مقاطع فيديو و تصريحات إعلامية، سببا رئيسيا في تشويه سمعة الخطوط الجوية الجزائرية، وتقهقر مكانتها في السوق العالمية، بدليل تغييب الجزائر عن مسابقة "وورلد ترافل أوورد - World Travel Awards " لسنة 2018، الخاصة بأفضل شركات الطيران والمطارات والوجهات في القارة الإفريقية والعالم، حيث لم يتم إدراج شركة الخطوط الجوية الجزائرية، ضمن قائمة الخيارات المقترحة للتصويت عليها في فئة أفضل الخطوط الجوية على مستوى إفريقيا، والتي ضمت كل من مصر للطيران، الخطوط الجوية الإثيوبية، كينيا للطيران، الخطوط الملكية المغربية، وجنوب إفريقيا للطيران وتونس.