فتاوى العلماء **الشيخ محمد صالح المنجد السؤال س: ما هو حكم الشرع في نظركم في هذه الأسماء النسائية التالية: أبرار - أفنان - جنة - كوثر - آية - ملاك - إيمان - حسنة ؟ الإجابة أرى كراهية هذه الأسماء سواء للرجال أو للنساء، فأما أبرار ففيه تزكية، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم- غيَّر اسم [برة] وسماها [زينب] وقال: إنها تُزكي نفسها، الله أعلم بأهل البر منكم وأما [أفنان] فأخُذ من قوله تعالى: ذَوَاتَا أَفْنَانٍ في صفة الجنة، وذلك أيضًا فيه تزكية لمن يسمى بذلك، وهكذا اسم جنة ولو قُصد بذلك جنة الدُنيا فإن هذا الاسم قد لا ينطبق على من تسمى بذلك من رجل أو امرأة، وهكذا [كوثر] هو نهر في الجنة أعُطيه النبي - صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ وهو اسم مُذكر على وزن جعفر، فتسمية النساء به مُخالفة لوضعه، وقد لا يكون المُسمى به ينطبق عليه وصف الكوثر سواء قيل: إنه النهر في الجنة أو إنه الخير الكثير، وكذا [آية] أكره التسمي به، ولو أنه ينطبق على كل مولود، وكذا [ملاك] وهو اسم مُذكر واشتقاقه من المُلك، وكذا اسم [إيمان] هو أيضًا لفظ مُذكر وفيه تزكية لمن يُسمى به، وهكذا اسم [حسنة] فالحسنة هي العمل الصالح، وقد لا يكون ذلك مُسمى ممن يصدق عليه أنه حسنة. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين إذا كان الاسم يقتضي تعظيماً أو تفخيماً فلا ينبغي التسمية به، لأن الله تعالى يقول: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) [النجم: 32] وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تسمية الغلام رباحاً أو نجيحاً، ففي صحيح مسلم عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ولا تسم غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحاً ولا أفلحاً فإنك تقول: أثَمَّ هو؟ فلا يكون فيقول: لا). وكذلك الاسم برة، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فعن زينب بنت أبي سلمة أنها سميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم، فقالوا بم نسميها؟ قال: سموها زينب) رواه مسلم. أما اسم أبرار فلا نعلم فيه نهياً وإن كان قوله صلى الله عليه وسلم: (الله أعلم بأهل البر منكم) يجعل في النفس منه شيئاً. وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أسماء بعض زوجاته رضي الله عنهن، كزينب بنت جحش وجويرية بنت الحارث المصطلقية، وكان اسم كل واحدة منهمن برة، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم. وبهذا يعلم أن هذه الأسماء ينبغي تجنبها. وأما تسمية خلود فالظاهر جواز ذلك لأن الخلود في ذاته نسبي، وهو هنا التفاؤل بطول البقاء، والكلمة نفسها تدل على عدة معان، منها الميل إلى الشيء والسكون إليه. فلا نرى حرجاً في التسمية به. وكذلك اسم نائلة فإن فيه معنى التفاؤل بنيل المطلوب ، مثل اسم صالح ومعاذ ونحوهما ، فلا حرج فيه إن شاء الله . وننبه إلى أن من حقوق الولد على والديه أن يُسَمَّى باسم حسن.