* أحمد أبو رمان هذه القصة تفاصيلها آية صفحاتها كرامة أسطرها عبرة وهداية.. حدثني بها أحد المشرفين على مغسلة الأموات بإيجاز قال لي إنه جيء لهم بفتاة أما العمر فخمسة عشر سنة متوفاة ميتة.. يقول هذا الأخ المشرف على مغسلة الأموات أنه سأل والدها عن سبب وفاتها هل هو من حادث؟! هل هو من مرض؟! لأنها كانت حديثة السن.. قال - وكان ذلك في شهر رمضان المبارك - كان مما قال - نقلا عن الوالد والد هذه الفتاة التي ماتت وعمرها 15 سنة - يقول والدها إني رجعت من المسجد بعد صلاة العصر فدخلت البيت فجلست في المجلس المعتاد في داخل البيت - يسمى المجلس العائلي يقول دخلت فإذ بزوجتي جاءت فجلست فدخلت علينا بنيتي هذه التي ماتت وعمرها 15 سنة يقول عنها أبوها إنها كانت حافظة لكتاب الله جلَّ وعلا تحفظ من كلام الله 27 جزءاً من القرآن تدرس في مدارس تحفيظ القرآن الكريم وبقي عليها ثلاثة أجزاء بذلك تختم القرآن كاملاً تلاوة وحفظاً عن ظهر قلب وان أعظم أمنية عند هذه الفتاة أن تختم القرآن في هذا الشهر - شهر رمضان المبارك- وكانت قد وصلت إلى سورة البقرة.. يقول عنها أبوها إن هذه الفتاة كانت طائعة لله محافظة على الصلاة بارة بي وبأمها كثيرة التلاوة للقرآن الكريم في البيت بصوتها الندي الشدي.. يقول عنها والدها إنها استأذنت منهما وقبَّلت رأسه ورأس أمها ثم صعدت إلى غرفتها في الدور الثاني وقبيل أذان المغرب وقبيل الإفطار صعد إليها أبوها لكي يناديها كي تعد الإفطار مع أمها كما هي عادتها.. لما صعد والدها الى غرفتها وجدها ساجدة والمصحف بجانبها وقف الوالد ينتظر لعلها تنتهي من سجدتها - ولا شك الآن السجدة سجدة تلاوة لأن الوقت وقت نهي عن الصلاة -.. انطق يا زمان.. تحدث يا تاريخ.. ما تفاصيل ما حصل بعد ذلك؟.. بقيت هذه الفتاة ساجدة مدة طويلة وحينئذ خاف والدها عليها فجثا على ركبتيه يناديها: بنيتي.. يناديها لكنها لم ترد عليه.. فمد يده فحركها.. فسقطت معلنة خروجها من هذه الدنيا لكن على أحسن حال.. لقد ماتت هذه الفتاة ساجدة صائمة حافظة تالية لكتاب الله.. لقد ماتت وهي البارة بوالديها لقد ماتت في أحسن صورة وأكرم خاتمة في أفضل بقعة في مصلاها لقد ماتت قبيل الإفطار صائمة في شهر رمضان المبارك..