الأمة في حاجة إلى حلول ومعالجات واقعية كن مواطناً إيجابياً.. وأزل الصخرة إن الحديث عن الإيجابية والسلبية كالحديث عن الضوء والظُّلمة أو الأمل واليأس لأنّ مَن يمتلك الإيجابية يعيش رحابة التفكير ويبحث عن النقاط الإيجابية والمشتركة التي تشكّل أملاً في الحياة فيما يعيش السلبي في الحياة عقدة التشبّث بالرأي وعدم القدرة على تقبُّل الآخر مهما امتلك من قدرات تستحقّ التقدير. وإن الأمة اليوم في حاجة إلى النقد الذي يقدم أصحابه حلولاً ومعالجات واقعية وليس السعي في تشويش وتشويه القلوب والعقول وتفكيك التلاحم الاجتماعي وغرس بذرة الانتقام في عقول الأجيال ونشر رائحة الكراهية في قلوب الناس. يا صديقي: إن المواطنة ليست اسما فقط أو بطاقة هوية يحملها بل هي انتماء وشعور داخلي يدفع الإنسان إلى العمل بجد وإخلاص من أجل الرقي بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة وان يجعل من نفسه مركزا ساميا للعمل المخلص من أجل الوطن ورفعته وتقدمه. والمجتمع اليوم بحاجة إلى إشاعة روح النقد الموضوعي والإيجابي الذي يغذّي نهضته وينضج مساره الحياتي في كل مجالات الحياة نابعاً من القلب وفق قوانين الدين والأخلاق.. يحكى أن أحد الحكام في الصين وضع صخرة كبيرة على أحد الطرق الرئيسية فأغلقها تماماً ووضع حارساً ليراقبها من خلف شجرة ويخبره بردّة فعل الناس. مرّ أول رجل وكان تاجرا كبيرا في البلدة فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها دون أن يعرف أنه الحاكم وطاف حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً: سوف أذهب لأشكو هذا الأمر سوف نعاقب من وضعها !. ثم مرّ شخص أخر فقام بما فعله التاجر لكن صوته كان أقل علواً لأنه أقل شأناً في البلاد. ثم مر ثلاثة أصدقاء ووقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وضع بلادهم ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق الفوضوي ثم انصرفوا إلى بيوتهم. مر يومان حتى جاء رجل آخر فلما رأى الصخرة لم يتكلم وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها طالباً المساعدة ممن يمرّ فتشجّع بعضهم وساعدوه حتى أبعدوا الصخرة عن الطريق وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقاً حفر له مساحة تحت الأرض فيه قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها: من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها . فيا صديقي: انظر حولك وشاهد كم من مشكلة نعاني منها ونستطيع حلها بكل سهولة لو توقفنا عن الشكوى وبدأنا بالحل. كن مواطنا إيجابيا وأزل الصخرة وحلّ المشكلة.. كن الشخص الذي يمتلك القدرة على إدراك الأُمور وأبعادها بشكل أوسع قادرا على السيطرة على ردود فعلك حيال مختلف الأُمور التي تتعرَّض لها بحكمة وتعقّل. تتعرّف إلى النقاط السلبية التي تمتلكها من خلال الفهم الجيِّد لذاتك إلى جانب فهم الآخر الذي يمتلك أيضاً نقاطاً إيجابيةً تلتقي فيها معه في هذه الحياة والعمل على تغيير السلوك السلبي في الحياة دون ملل أو كلل من التجربة. وواجه الحياة بصبر وعزيمة وحلول ناجعة قويمة.. فيا صديقي: شارك في نهضة وطنك بالوعي خير من تشارك في هدم الوطن على غفلة وجهل.. فبالمواطن الإيجابي يتقدم الوطن..