أشاد المشاركون في ندوة حول سيرة العلامة الشيخ سيدي عمر أبو حفص الزموري نُظمت يوم السبت بالجزائر العاصمة بخصال هذا الرجل الذي تميز طيلة حياته ب(أخلاق رفيعة من خلال حرصه على نشر العلم وتربية الأجيال على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وحب الوطن). وأوضح المشاركون في هذه الندوة التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمناسبة الذكرى ال24 لوفاة هذا العلامة أن الشيخ الزموري (وهب حياته للتدريس والإمامة بعدة زوايا ومساجد عبر التراب الوطني من بينها زاوية العامرة بزمورة بولاية برج بوعريريج وبمسجد سيدي رمضان بالعاصمة). لقد كان الشيخ (حازما في نفسه زاهدا في متاع الدنيا حيث كان يقضي وقته في العبادة والذكر وتلاوة القرآن). وفي هذا الإطار قدم نجل الشيخ الزموري السيد عبد الرحمان بوفحص في مداخلة له نبذة عن حياة الشيخ الزموري الأسرية واليومية وكيفية تعامله مع الطلبة)، مشيرا إلى أن هذا العلامة كان يستلهم تعامله اليومي مع الجميع من سيرة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). كما دافع عن وطنه بمساهماته العلمية ومحاربة الجهل والأمية، حيث كان مقتنعا -كما قال نجله- بأن (الاستعمار غريب عن هذا الوطن ويجب حتما التخلص منه لاسترجاع السيادة الوطنية). لقد ساهم هذا الشيخ الفقيه أيضا في تكوين شخصيات وطنية معروفة أمثال العقيد صالح بوبنيدر قائد الولاية الثانية المعروف بصوت العرب والمرحوم عبد الحميد مهري الوزير في الحكومة المؤقتة. كما دافع عن اللغة العربية حيث كان مقتنعا بأن الصرف يحتاج إلى شروح وتوضيحات لفهمه معتمدا بذلك على كتب سيبويه في الصرف والإعراب. من بين مؤلفات الشيخ الزموري الذي ولد عام 1913 وتوفي سنة 1990 (فتح اللطيف في التصريف) ومصنفات شريفة، إلى جانب مصنف عن الحج على المذهب الملكي.