عادت مظاهر الغضب لتخيم على مستعملي الطريق الوطني المزدوج رقم 43 في شقه الرابط بين مدينتي الميلية وجيجل وذلك بسبب شاحنات الوزن الثقيل التي تنقل يوميا عتادا ضخما من ميناء جن جن نحو المنطقة الصناعية ببلارة.وعادت أجواء الغضب الشديد لتخيم على مستعملي هذا الطريق في ظل تواصل الإزدحام المروري الخانق على هذا المحور الطرقي الهام بفعل شاحنات نقل العتاد الثقيل المنطلقة من ميناء جن جن صوب منطقة بلارة بالميلية حيث عادت هذه الشاحنات لتغلق الطريق أمام أصحاب المركبات الخفيفة وحتى الشاحنات المتوسطة مجبرة إياهم على الإنغماس في طوابير طويلة وسط أجواء هستيرية وفوضى تستعصي عن الوصف. ورغم النداءات التي قدمت إلى الجهات المكلفة بنقل هذا العتاد الثقيل إلى منطقة بلارة بشكل شبه يومي من أجل تغيير مواعيد تحرك الشاحنات العملاقة من الميناء صوب منطقة بلارة وإرجاء ذلك إلى ساعات الليل الأخيرة أو حتى تخصيص جهة من الطريق المزدوج لهذه الشاحنات مع تخصيص الرواق الثاني لحركة المركبات الخفيفة تفاديا لهذا الإزدحام إلا أن هذه الجهات واصلت إدارة ظهرها لهذا المطلب متسببة في المزيد من الطوابير والإزدحام الذي وصفه العشرات من زوار الولاية سيما من المصطافين والسياح القادمين من مختلف الولايات سيما الشرقية بالموت الأحمر في إشارة إلى ما بات يكابده هؤلاء الزوار من معاناة للوصول إلى مختلف الشواطئ بدليل أن المسافة بين الميلية وجيجل والتي لا تزيد عن 55 كلم أضحى يتطلب قطعها ما يزيد عن الأربع ساعات وهو ما يعادل توقيت رحلة نحو العاصمة التي تبعد عن جيجل بقرابة ال 400 كلم. وخيمت أجواء الغضب على مستعملي طريق الميلية جيجل الذين وصفوا ما يتعرضون له بالعقاب الجماعي الذي لا يمكن أن يصدر عن عاقل فيما ذهب بعض زوار جيجل من الولايات المجاورة إلى حد الجزم بأنهم لن يزوروا جيجل مرة أخرى بفعل ما يعيشونه في كل مرة من معاناة يشيب لها الولدان وهو ما قد يعرض قطاع السياحة بالولاية إلى ضربة قاتلة رغم ما يبذل من مجهودات في سبيل إنعاش هذا القطاع والارتقاء به إلى مستوى ما يعرفه بولايات مجاورة في ظل المنافسة التي يلاقيها من الجيران والتي دفعت بمئات بل آلاف السياح إلى ترك جيجل والتوجه إلى شواطئ بجاية وسكيكدة في ظل ما يجدونه هنالك من ترحيب وظروف استقبال لا مجال لمقارنتها مع تلك التي يجدونها بجيجل .