لازالت بلدية الطاهير ومن ورائها بقية مناطق ولاية جيجل تعيش تحت صدمة الجريمة المقززة التي شهدتها منطقة أولاد منصور بالطاهير عصر الأحد الماضي والتي أودت بحياة امرأة وابنتيها الصغيرتين وذلك على يد رب الأسرة الشرطي الذي أفرغ رصاص مسدسه الشخصي في أجساد الضحايا وذلك في أمسية هيتشكوكية ستظل عالقة لفترة طويلة من الزمن في أذهان سكان الطاهير وضواحيها . وفيما تم تشييع جثامين ضحايا هذه المجزرة الرهيبة الى مثواهم الأخير بمنطقة بني متران وتحويل الشرطي القاتل الى مستشفى قسنطينة ساعات بعد القبض عليه من قبل عناصر الأمن داخل منزله العائلي وذلك بسبب الجروح الخطيرة التي أصيب بها بعدما حاول وضع حد لحياته مباشرة بعد ارتكابه للجريمة لازال الكثيرون وربما كل من سمعوا بهذه المجزرة الرهيبة يتساءلون عن أسبا اقدام المعني على ما أقدم عليه من خلال ازهاق روح زوجته الثلاثينية وفلذتا كبده اللتين لايتجاوز سن أكبرهما 12 سنة خصوصا وأن الأخير كان معروفا بخصاله الحميدة وهدوئه الكبير حتى بين زملائه بأمن ولاية جيجل ناهيك عن محيطه الأسري والإجتماعي شأنه شأن زوجته التي يشهد لها الكثيرون بخصالها الحميدة وسلوكها السوي الأمر الذي ضاعف من الأسئلة المطروحة بخصوص هذه الجريمة التي لم نجد لها تفسيرا رغم اقترابنا من الكثيرين ممن عاشروا الشرطي القاتل وتعاملوا معه حيث وجدناهم حائرين بل ومشدوهين الى حد الصدمة مما وقع أمسية الأحد الماضي . الشرطي غادر عمله بشكل عادي يوم الحادث ولم يقم بأي تصرف يوحي بتحضيره للجريمة ويزيد الغموض الذي يلف جريمة أولاد منصور بالطاهير كلما استمعت الى الروايات التي جاءت على ألسنة بعض من عاشروا الشرطي المذكور أو كانوا قريبين منه حتى أن أحد هؤلاء أكد بأن المعني غادر عمله بشكل عادي يوم الجريمة ولم تظهر عليه أية علامات اضطراب أو تشنج توحي بأنه سيتركب مجزرة بهه الشناعة أو حتى أنه بصدد التحضير لهكذا فعلة ، بل يؤكد آخرون بأنه كان يتصرف بشكل عادي خلال الأيام التي سبقت الجريمة وكان على تواصل مع زملائه في العمل الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص خلفيات الجريمة وأسبابها وما ان كانت بسبب مشاكل أو ضغوطات مهنية أو لأسباب عائلية كما تقول بعض الروايات . ثالث جريمة لن ينساها الجواجلة بعد جريمتي أولاد عسكر واذا كان تاريخ عاصمة الكورنيش وتحديدا الحديث منه حافل بجرائم القتل التي تعددت وتنوعت خلال السنوات الأخيرة بمختلف مناطق الولاية مع استيراد أساليب جديدة في التنكيل بالضحايا والإيقاع بهم وادخالها عن الولاية عن عن طريق منحرفين ومجرمين رضعوا من ثدي الجريمة حتى الثمالة وهو ماتؤكده مختلف دورات محكمة الجنايات فان الأكيد هو أن مجزرة الطاهير الأخيرة هي الثالثة من حيث الشناعة على مستوى ولاية جيجل خلال العقود الأخيرة أو قل خلال العقد الأخير على الأقل بعد مجزرتي أولاد عسكر حيث قتل رجل ابنه وابنته برصاص بندقية صيد قبل سنوات لمجرد أنهما عارضا زواجه من امٍرأة أخرى غير أمهما الحقيقية ، كما قتل رجل دفاع ذاتي زوجة ابنه العامل بالعاصمة وسائق سيارة " فرود" بعدما حذر الأولى من مغبة التنقل معه الى بيت أهلها لتأتي جريمة الطاهير وتنضاف الى قائمة أخطر وأشنع الجرائم في تاريخ جيجل الحديث .