وفاة طفل يشتبه في إصابته بداء الحصبة بتيسمسيلت عاد داء البوحمرون مجددا، وعاد معه هاجس خوف من الإصابة والتي قد تكون سببا في الوفاة كما سجلت قبلا في بعض الولايات، أين أصابت الكثيرين بالخوف والذعر وخاصة في أوساط الأولياء، والذين يخشون على فلذات أكبادهم من الإصابة بالداء، والذي بات أشد خطورة بفتكه بالبراءة، وهو ما جعل الخوف يتضاعف ويتفاقم في أوساط العائلات من إصابة أطفالهم أو ما هو أخطر ألا وهو الوفاة، بحيث اقترنت الوفاة في الفترة الأخيرة بداء البوحمرون ، ليصبح شبحا يطارد الجزائريين وينغص يومياتهم، بحيث ما إن يشتبه في إصابة طفل في عائلة ما، حتى يهرع الأولياء للعلاج تجنبا للآثار الجانبية لهذا المرض والذي بات مصدر تهديد للعائلات في الفترة الأخيرة. وفاة طفل يشتبه في إصابته بداء الحصبة سجلت مديرية الصحة والسكان لولاية تيسمسيلت، مساء يوم الأحد، وفاة طفل يشتبه في إصابته بداء الحصبة البوحمرون ، حسبما أفادت به هذه الهيئة. وأوضح ذات المصدر، بأن هذا الطفل البالغ من العمر خمس سنوات الذي ينتمي إلى البدو الرحل (ينحدرون من ولاية الجلفة) المتواجدين بالقرب من قرية سلمانة ببلدية العيون، قد توفي على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية لتيسمسيلت، حيث كانت حالته الصحية معقدة، مضيفا بأن هذه الحالة مشكوك بإصابتها بداء الحصبة. وأضاف نفس المصدر، بأن المديرية المذكورة قد سجلت السبت الماضي أول حالة وفاة لطفلة تبلغ من العمر سنتين، وهي الطفل الثاني المتوفي وهذا على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية لثنية الحد، حيث يشتبه إصابتها كذلك بمرض البوحمرون . وقد تم أخذ عينات لدم الطفلين لتحليلها على مستوى معهد باستور بالجزائر العاصمة بغية التأكد ما إذا كانا مصابين فعلا بداء الحصبة. وقامت مديرية الصحة والسكان، فور تسجيلها لوفاة هذين الطفلين، بإرسال فريق تابع لمصلحة الأوبئة والوقاية التابعة الى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لثنية الحد لإجراء تحقيق وبائي في أوساط البدو الرحل الذين يقطنون حاليا بالقرب من قرية سلمانة ببلدية العيون ترافقه حملة تلقيح أطفالهم ضد مرض الحصبة. وأكدت ذات الهيئة، أن أسر البدو الرحل المتواجدة بالمنطقة المذكورة قد رفضت في وقت سابق تلقيح أبنائها ضد هذا الداء. وللتذكير، فقد سجلت أغلب مناطق الوطن عشرات الإصابات لداء البوحمرون خلال فصل الصيف الفارط، وهو ما أحدث حالة طوارئ لدى العائلات تخوفا من انتشار المرض وإصابتهم بالعدوى وانتقالها إليهم، وخاصة أن الداء معدي ويمكنه الانتقال والانتشار بين الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة من الأطفال والذي تسهل إصابتهم بسرعة. ومن جهته، فقد سجلت في الفترة الأخيرة تسجيل حالتي وفاة من عائلة واحدة بولاية باتنة، ويتعلق الأمر برضيعتين شقيقتين توفيتا بعد إصابتهما بداء البوحمرون لتضاف هاتين الضحيتين لقائمة الضحايا الذين توفوا نتيجة الإصابة بداء البوحمرون والذي بات داء فتاكا في الفترة الأخيرة ويشكل كابوسا مرعبا للجزائريين وخاصة مع تكرار الوفيات في أوساط الأطفال، أين لم يعد البوحمرون داء فحسب، ليصبح مجرد التفكير به أمرا مخيفا لما حصده من أرواح مؤخرا.
