انطلقت وعلى غير العادة مبكرا بولاية بجاية الاحتفالات ب ينّاير رأس السنة الجديدة الأمازيغية التي تتزامن في الأصل وتاريخ 12 جانفي الذي يعد يوما وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر. وفي كل مكان بالولاية، تجندت الحركة الجمعوية والمؤسسات العمومية لتصميم وتنفيذ البرامج المخصصة للاحتفال بهذا الحدث تراوحت بين الاحتفالية والترفيهية ولكن أيضا التعليمية منها من خلال التطرق إلى الجوانب التاريخية والثقافية وحتى العلمية ذات الصلة بالحدث. وهو الحال كذلك في بجاية، حيث تم تحويل دار الثقافة إلى مساحة معرض عملاقة جمعت مائة من الفنانين والحرفيين الذين جاءوا للاحتفال بهذا الحدث من خلال جعل إبداعاتهم تكتشف وتبادل مشاعرهم. جميع الحرف حاضرة بدءا من الملابس التقليدية (فساتين، برنوس.. الخ) إلى المجوهرات (أساسا المجوهرات الفضية) والفخار ونحت الخشب وإلى فن الرسم على وجه الخصوص، مرورا بفن المطبخ والأواني والمنتجات والكثير من الأشياء الأصلية والجذابة الواحدة أكثر من الأخرى. إنها مدرسة غارقة في الثقافة الأمازيغية، حسبما قاله صالح، وهو أستاذ بجامعة قسنطينة، الذي كان مارا بالمنطقة استقطبه بشكل واضح المعرض المنصب بعين المكان، حيث أبدى سعادته من المواد المعروضة. وينظم هذا المعرض المنصب على مستويين من المبنى وبساحة منفصلة بالاشتراك مع مديرية الثقافة والشباب والرياضة. كما يعكس تنوع المواد المستخدمة كالحريروالخشب والمعادن والجلود وقطع قديمة. وتشارك كل من ولايات غرداية وميلة وعنابة وبجاية بقوة في هذا المعرض الذي يعكس شتى الاختلافات. وفي أقبو، افتتحت الكشافة الاسلامية بالمنطقة هذا الحدث في نفس الأجواء حيث نظم معرض للحرف اليدوية وقطع القديمة أو منحوتة، إلى جانب تنظيم العديد من الندوات كلها صبت في منحى الاحتفال بهذا الحدث الذي يجري التحضير له ببرنامج احتفالي كبير. نفس الأجواء كذلك انتظمت في شرق الولاية، حيث مجموعة من الجمعيات على وشك إعطاء هذا الحدث طابعا خاصا وهو الأمر الذي قرره بالإجماع سكان قرية تاهلكيت الجبلية (بتيشي) التي تقع على بعد 17 كيلومترا شرق بجاية، وهو المشاركة بتنظيم مجموعة من الاحتفالات (حفل وعروض أزياء ومسرح وما إلى ذلك)، إلى جانب جمع الأجسام والأشياء القديمة التي ستشكل المادة الأساسية للمعرض الكبير الذي ستحتضنه المنطقة.