قدم مساء أمس 15 عازفا شابا عرضا موسيقيا في طابع الجاز في الهواء الطلق، قبالة قصر أحمد باي بوسط مدينة قسنطينة، استقطب عددا كبيرا من محبي هذا النوع من الموسيقى، و كذا المارة ممن جذبتهم الفكرة التي تعتبر الأولى من نوعها بالمدينة. و أكد عدد من هؤلاء الشباب الذين جمعهم حب الفن ، أن الفكرة راودتهم، نظرا لمعاناتهم من التهميش و الإقصاء من البرامج الثقافية و حرمانهم من تقديم عروض موسيقية بمختلف الفضاءات التابعة لمديرية الثقافة بالولاية، ما جعلهم يقررون إطلاق العنان لهوايتهم و مواهبهم في الهواء الطلق، بعيدا عن كل الرسميات و الإجراءات الإدارية البيروقراطية التي أبعدتهم عن الميدان، كما أكدوا. و أضاف المتحدثون أن الحراك الشعبي كسر حاجز التردد و الخوف لديهم، فاتفقوا على الخروج إلى العلن و ممارسة الفن بكل حرية و بشكل عفوي و تلقائي من خلال تقديم عروض موسيقية كل يوم سبت بساحة أحمد باي التي وقع عليها الاختيار، لأنها واسعة و مفتوحة و تضم عديد المقاهي المختلطة التي تقدم خدماتها على الهواء الطلق. و كان لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في جمع هؤلاء الشباب الذين يحبون الموسيقى و يمارسونها كهواية، بعيدا عن تخصصاتهم و وظائفهم، فكانت الفكرة بسيطة و تم التجاوب معها بشكل سريع. و أكد حاليا 15 شابا حضورهم للأسبوع الثاني على التوالي ، مشيرين إلى أن المجال مفتوح لجميع الفنانين من قسنطينة و من خارجها، للمشاركة و الانضمام لهذه المبادرة الفنية . الوصلات الغنائية و الموسيقية المقدمة جلبت الكثير من المتفرجين من مختلف الشرائح العمرية ، و أعربوا عن إعجابهم بالمبادرة الفريدة من نوعها بالولاية ، و صفقوا مطولا لهؤلاء الشباب الذين قدموا مجموعة من الأغاني تحاكي الواقع اليومي، مع معزوفات الجاز.