في كثير من الأحيان تكون المناطق الساحلية الوجهة المفضلة للباحثين عن البحر وشواطئه المنعشة، لذلك تجد معظم العائلات مع حلول نسائم الصيف الأولى تفتح دفترها العائلي في عملية تقصي أثرها في مختلف مناطق الوطن و لكن هؤلاء الذين يقطنون المدن الساحلية سيكون أول اختياراتهم ووجهتهم المفضلة و بمجرد معرفة العنوان يحزمون أمتعتهم ليشدوا رحالهم إلى البحر خاصة وأنه سيكون مجانيا دون مقابل. على أقصى تقدير يكون آخر يوم من شهادة البكالوريا يركبون الحافلة أو القطار أو سيارتهم الخاصة متوجهين إلى تحقيق أحلامهم في عطلة صيفية على شاطئ البحر. بعد سويعات من السفر، وفي الصباح الباكر يفتح صاحب المنزل الباب فيجد الحقائب تسبق أصحابها وابتسامة عريضة على وجوه أقارب ارتبط وجودهم بالصيف قائلين بنشوة و فرحة كبير «جينا نصيفو « ، ينظر إليهم قائلا «مرحبا كنت أفكر في المجيء إليكم هذه السنة ليتعرف الأطفال على عائلتهم الكبيرة لكن «سبقتونا» ...يدخلون المنزل يجلسون في قاعة الضيوف منتظرين الإعلان الرسمي لانطلاق عطلتهم الصيفية بقول قريبهم «أتريدون الذهاب الى البحر؟؟»، هذه حال الكثير من العائلات التي تجد نفسها في الصيف تحولت الى مرقد يجمع الأقارب بغية صيف منعش على شاطئ البحر. سمعت أحدهم يقول لصديقه انه مجبر على الخروج من المنزل صباحا والعودة مساء بسبب الأقارب الذين جاءوا مع أطفالهم إليه لقضاء العطلة، أخبره انه لا يستطيع فعل شيء سوى الابتعاد عن الهرج والمرج اللذان يتسبب فيهما الأطفال الذين تجاوز عددهم عشرون، سأله لماذا يفعل ذلك فأخبره انه يسكن في بيت والده المتوفي أي «الدر الكبيرة» ولا يستطيع طردهم منه أو منع أحد من الأقارب من المجيء خاصة وأنهم يأتون من مناطق داخلية معروفة بالحرارة المرتفعة في الصيف وهو يقطن على مقربة من شواطئ برج الكيفان لذلك هو يتفهم جعل منزله الوجهة المفضلة صيفا. أمثال هذا الشخص كثر ولكن على هؤلاء الضيوف أن يفكروا في عطلة الأقارب المستضيفين لهم طوال فصل الصيف فمن غير المعقول أن يبقوا إلى آخر يوم من العطلة أو ان يتداول الأقارب على عائلة واحدة حتى يصبح ذهابها في عطلة مهمة مستحيلة، علينا أن نبتعد عن الأنانية التي تبني سعادتنا على حساب سعادة الغير وراحتنا على حساب راحة الغير، حقيقة إن صلة الرحم واجبة وضرورية للحفاظ على علاقات اجتماعية سليمة لكن كل شيء بالمعقول.