يرى الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور منصور أبو كريم، أنّ تسليح المستوطنين وإنشاء ميليشيات يهدف إلى استمرار العنف الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني، من أجل السيطرة على أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية بأقلّ عدد من السكان، وهي سياسة إسرائيلية مستمرة، منذ بداية الاحتلال للأراضي الفلسطينية عام 1967. أكّد الدكتور منصور أبو كريم، أنّ تسليح المستوطنين وإنشاء مليشيات، يعني تكوين جيش محلي لحماية المستوطنات، وهو طرح قائم منذ بداية إنشاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية عبر السماح للمستوطنين بحمل وحيازة السلاح، وهو ما نتج عنه مذبحة الهرم الابراهيمي عندما قام مستوطن يهودي بقتل المصليين المسلمين في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل عام 1994. في السياق، أضاف الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية في تصريح ل "الشعب"، أنّ هذه الخطوة، تعتبر ضوءا أخضر من وزارة حرب الاحتلال لقتل الفلسطينيين الذين سيصبحون تحت أوامر خاضعة لحقد المستوطنين بغطاء رسمي من قادة الاحتلال، وتابع: "هذا التصعيد الخطير يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عنه، من خلال فرض وقائع أمنية خطيرة ضدّ الفلسطينيين وتكبيل حركتهم والتنكيل بهم والمساس بأمنهم وحياتهم". أما بخصوص تداعيات هذه السياسة على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، قال المتحدث، إنّ هذه الخطوة ستؤدي لزيادة حدّة الصراع والعنف المتبادل ما يعيد حالة الصدام المباشر مرةً أخرى كما حدث العام الماضي عندما ارتفعت حدّة التوتر في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية بسبب الاقتحامات المتكررة للحرم القدسي، التي كانت تهدف إلى إحداث تقسيم مكاني وزماني في المسجد الأقصى المبارك، وهو ما أدى إلى إشعال المواجهة الشاملة في كلّ الأرض الفلسطينية. وخلص الدكتور منصور أبو كريم، إلى أنّ فكرة تسليح المستوطنين تعد خطوة خطيرة تستوجب وقفة وتضامن جدّي من الشعب الفلسطيني بكافة مكوّناته من أجل حماية الشعب الفلسطيني ووجوده في القدس الشريف.