تعكف الكاتبة السعودية ريم عبد الباقي على التحضير لقراءة ومناقشة آخر رواياتها «نجم الدين صانع العطور»، حيث سيتم تسليط الضوء على الهيكل الفني والأدبي للرواية التي تطرقت فيها إلى سرد رواية تاريخية، بطلها رجل في التسعين من عمره يتخيل عند احتضاره ملامح والدته الجزائرية الأصل التي حرم منها من جهة، ومن جهة أخرى يستعرض شريط حياته التي بدأت منذ أن خرج إلى الحياة سنة 1896، وما تعاقب عليه من ظروف أجبرته على اقتحام سلسلة من المغامرات التي لم يعرف فيها طعم الراحة أبدا. تستعد الأديبة والروائية ريم عبد الباقي بكل حماس للتفصيل الفني والتحليل التقني والتشريح الأدبي واللغوي لروايتها الأخيرة «نجم الدين صانع العطور»، وذلك بحضور مشرفين أكاديميين مختصين في النقد والمناقشة، يوم 08 سبتمبر بمقهى فاصلة في جدة بالمملكة العربية السعودية. وتأتي هذه الفعالية الأدبية الفكرية في إطار دراسة العمل المنجز من الجانب التاريخي بالدرجة الأولى، لاسيما معالجة كل من الجانب الاجتماعي والإبداعي، وفي ذات الصدد صرحت الأديبة والروائية ريم عبد الباقي ل»الشعب» أنه غدا الخميس ستقام أمسية لقراءة ومناقشة رواية نجم الدين صانع العطور، وتدور حول رواية تنتمي إلى الطابع التاريخي تجرى أحداثها في حقبة مهمة تتزامن ونهاية الدولة العثمانية والحرب العالمية الأولى، في العديد من الأماكن وتأثير هذه الأحداث عليها، حيث تسير بناء على قصص لشخصيات مختلفة. وقالت: «سوف يتناول الحوار هذه المحاور ومحاور أخرى مثل شخصيات الرواية وكيفية انتقاء الغلاف، وانتقاء الأسماء واسم الرواية واختيار الأحداث، كما أضافت أن اللقاء يشرف عليه الكاتب والمؤلف الكوتش عمر زرق، ومن المنتظر أن تستقطب دائرة النقاش أسماء معروفة في الوسط الأدبي السعودي والعربي، نظرا للرواج الذي عرفته ذات الرواية من خلال تواجدها اللافت في العديد من الفعاليات الثقافية داخل وخارج المملكة العربية السعودية، فيما صرحت المتحدثة أنه سيتم على هامش المناقشة بيع الرواية مع التوقيع بالإهداء. رواية «نجم الدين صانع العطور» تعد من الروايات التاريخية فهي تدور حول بطل الرواية نجم الدين الذي كان يحيا بالمدينةالمنورة، وقرر أن يجوب البلدان خلال الحرب العالمية الأولى، ليمر بأحداث ومشاهد في تلك البلاد، حيث تسترجع الكاتبة في «حلة نجم الدين» ذكريات الطفولة والصبا حتى وقوعه على فراش المرض، أين يعود به الزمن لعرض كل محطات قادته إليها قدماه، فنَجْم الدّين صَانِع العُطُور، شخصية، ترمز لحياة الإنسان بكل تفاصيله ومراحل حياته من براءة الطفولة إلى طيش الصبا ثم مرحلة النضج، تبدأ قصته من حيث تنتهي قصة أي إنسان آخر؛ على فراش الموت، وهو ابن التسعين من عمره، قبيل أن يسلم روحه لخالقه، يستشعر ويرى وجود والدته الجزائرية التي حرم منها يوم مولده؛ فيحكي لها فيضًا من تلك الرحلة الطويلة المؤلمة التي بدأت منذ ولادته عامَ 1896 مرورا بأحداث وشخصيات ومواقف أثرت في حياته بشكل جوهري؛ كابن عمته المعاق ذهنيًّا، والذي أصبح بطريقة ما توأمَهُ وقصة فراقهما المغمور بشعور الذنب الذي حمله نجم الدين طوال سنوات عمره، وقصةِ جدته وعمته ورحيل والده في بعثة لتمويل الجامعة الإسلامية، وأهم الأحداث التي مرَّتْ على المدينةِالمنورةِمسقط رأسِهِ أثناء الحكم العثماني، وزمن السفربرلك، حتى انهيار السلطنة ثم سفره إلى إسطنبول ولقائه بخاله الذي يجد فيه شخصية الوالد الذي حُرِمَ منه؛ ولكن بسبب لقائه بزمرد الألبانية الأصل وإنقاذه لحياتها؛ تتغير حياته ويضطر للهروب إلى الهند، حيث يقابل أشخاصًا يؤثرون في حياته ويتقن صناعة العطور التي ستصبح محور حياته وهويته.