دعا عدد من المستثمرين الفلاحيين في منطقة ضاية الفرقة التابعة لبلدية المرارة الواقعة في الجهة الغربية من ولاية الوادي، والي الوادي، وكذا الوالي المنتدب للمغير، بالتدخل العاجل بعد قيام رئيس البلدية المذكورة بإجهاض، ما وصفوه بالنجاح الباهر الذي حققوه في شتى أنواع المزروعات كما اتهموه بالابتزاز، وهو الأمر الذي نفاه رئيس البلدية جملة وتفصيلا. وحسب شكاوى عدد من فلاحي المنطقة المذكورة، والتي تحصلت "الشروق" على نسخة منها، فإن المستثمرين ورغم أنهم استصلحوا مساحات هائلة من الأراضي الزراعية في البلدية، ونجاحهم في زراعات متنوعة، وإغراق سوق بلديتهم والبلديات المجاورة بمختلف المنتجات الزراعية، والمعروفة بجودتها العالية، على حد وصف المشتكين، إلا أن السلطات أقدمت على تقليص كميات المياه عنهم، حيث كشف أحد الفلاحين أنه يمتلك واحة من أكبر المستثمرات وأنه كان يستفيد من حصة كاملة من المياه، والذي يشترك فيها مع بعض الفلاحين لتنخفض إلى أقل من العشر، وهي كمية لا تكفي لسقي ربع المزرعة، أي أن مزرعته وغيرها من البساتين، تحتاج إلى ما معدله الأسبوعين أو حتى الشهر ليكتمل سقيها بالكامل، وأوضح المشتكون أنه ومع شح المياه، فإن بساتينهم تحرم في كثير من الأحيان من المياه بشكل تام ولمدة طويلة. وأشار أصحاب الشكوى إلى أن رئيس البلدية أوعز لبعض مقربيه بتكسير قنوات سقي المياه، حيث بات ذلك يشكل خطرا على بقاء مزروعاتهم المشكلة من أنواع مختلفة من الخضر والفواكه، واتهموه بالضلوع في هلاك العشرات من النخيل والأشجار المثمرة، وذلك للقضاء على الإنتاج الموسمي بمختلف الحيل، وأضاف فلاحو منطقة "ضاية الفراقة" أن رئيس البلدية ساوم بعضهم من أجل التخلي على جزء من الأراضي التي استصلحوها بجهد كبير، والتي تحصلوا عليها قبل أكثر من 10 سنوات. وبرر المشتكون ذلك برغبة المسؤول الأول في بلدية المرارة في إعادة توزيع الأراضي على معارفه، والموالين لها مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وأكد عدد من المشتكين للشروق اليومي أنهم اشتكوا برئيس البلدية أمام القضاء، والذي أنصفهم أكثر من مرة، لكن الأحكام لم تجد سبيلا للتطبيق على أرض الواقع، ودعوا في نفس الصدد السلطات المحلية إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل إنقاذ الفلاحة في بلدية المرارة التي تمتلك تربة جد خصبة من تصرفات اللامسؤولة من طرف المنتخبين حسبهم. من جهته، نفى رئيس المجلس الشعبي لبلدية المرارة، اتهامات الفلاحين جملة وتفصيلا، واعتبر أن طرف واحد يحرك القضية ومعروف بإثارته للمشاكل لرؤساء البلديات السابقين للمرارة، مستغربا من بعض الاتهامات غير المؤسسة، والتي سيقت ضده من طرف هؤلاء الفلاحين، إذ كيف يمكنه أن يكون ضد نهضة بلدية هو رئيسها، كما نفى جملة وتفصيلا وجود نية في انتزاع الأراضي من فلاحين استفادوا منها واستغلوها لمنحها لأشخاص آخرين، كما رفض الاتهامات الموجهة ضده بخصوص الإيعاز لعدد من مقربيه بالاعتداء على ممتلكات الغير، وتحطيم السواقي التي يستخدمها فلاحو المنطقة في سقي مزروعاتهم، داعيا كل فلاحي منطقة ضاية الفرقة إلى الحوار معه، مؤكدا في هذا الخصوص أن أبواب الحوار مفتوحة أمام الجميع.