يتساءل كل من يزوّر وسط العاصمة، عن الاهتراء الذي لا يزال يميز أرصفتها معطيا انطباعا سيئا على منظرها العام، يحدث هذا على الرغم من مرور عهدة كاملة على المجالس المنتخبة التي ظلت تتحجج بأشغال الحفر والربط بالكهرباء، الغاز ومشاريع "سيال"، هذه المؤسسات الأخيرة التي تتطلب وضع إستراتيجية مضبوطة بالتنسيق مع البلديات بغية تحديد أشغالها حتى لا يتم تهديم ما تم إنجازه وإعادة ترقيعه من جديد بشكل اعتباطي. الإشكال الذي يمتد إلى أكثر من عهدة ماضية، تم الوقوف عليه مرارا خلال زياراتنا المتتالية لوسط العاصمة غير أن الانشغال لم يرفع رغم شكاوى المواطنين استجابة لبعض النداءات التي أكدت أن المجالس كانت منشغلة بالتحضير للانتخابات المحلية. زيارتنا للوجهة جاءت بعد شهرين من تنصيب المجالس المنتخبة للوقوف عند آخر المشاهد، غير أن الأجواء العامة لم تتغير سوى بعض الترقيع الذي ميّز أرصفة دون أخرى تزامنت والزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي للجزائر، قبالة الأزقة المحاذية لموقع البريد المركزي. توجهنا إلى الرصيف المقابل للجامعة المركزية وبالتحديد قرب المركز الثقافي ل"أودان"، فلم تتغير صورته عما ظل يعانيه طيلة السنوات الماضية، مجموعة مختلفة من البلاط المختلطة الألوان والأشكال تتخللها حفر وفراغات تمتلئ بها مياه الأمطار وتلك الراكدة تبقى لأيام قد تمتد لأسابيع، في حين لم تتوقف شكاوى المواطنين الراجلين للحديث عن الصعوبات التي يتلقونها يوميا من تعثر وسقوط أو حتى تعرض بعضهم لكسور أو ندوب على مستوى الأرجل نتيجة تحرك بعض البلاط عن موقعه بسبب أشغال "البريكولاج" التي تعتمد على مقاولين غير أكفاء، فضلا عن غياب الصيانة الدورية والمراقبة القبلية والبعدية للمشاريع، المشهد نفسه يتكرر بشارع موريطانيا وصولا إلى شارع أول ماي فالأرصفة بها تكاد تشبه بعضها، منها المنزوعة وأخرى مرقعة بالإسمنت تتخللها حفر موحية للزائر وكأنه يسير بأرصفة بلديات المدن الداخلية أو تلك الفقيرة البعيدة عن أعين المسؤولين. وسط العاصمة الذي يجمع ما بين بلدية سيدي أمحمد والجزائر الوسطى، هذه الأخيرة الذي أرجع حالتها تلك رئيس بلديتها خلال تصريحات سابقة إلى ضرورة إتمام كامل أشغال الربط تحت الأرض لمزاولة مشاريع تجديد الأرصفة، أما ببلدية سيدي أمحمد فإن الانسداد الذي لازم المجلس خلال العهدة السابقة حرمها من عديد المشاريع والبرامج التنموية، ما يدعو إلى ضرورة عقد تنسيق بين البلديات ومختلف المؤسسات شأن "سيال" وسونلغاز من أجل تحديد تاريخ أشغال الحفر والربط قبل مباشرة تجديد الأرصفة التي تستنزف في كل مرة أموالا يمكن أن تكون البلديات في غنى عنها.