يكفيأن تقلب قوائم طالبي العمل بوكالات التشغيل وقوائم الراسبين في مسابقات التوظيف التي تنظمها مديرية التربية بالبيض-أو تسمع لحديث خريجي الجامعات لتقف على حجم المعاناة التي تكابدها هذه الفئة التي تلهث وراء مناصب شغل قد تظفر بها في هذه الإدارة أو تلك المؤسسة. وفي هذا السياق يقول ل-ب حاصل على شهادة ليسانس لغات- لقد أصبحت بطالا بامتياز بعدما استنفذت مدة الإدماج التي ليست سوى مسكنا لهمومنا- لقد ندمت على السنوات التي قضيتها في الجامعة. وفي نفس الاتجاه تحدث ت-م-ا مهندس في جيولوجيا البترول- قائلا لقد كونت أكثر من 10 ملفات وطرحتها في عدة مديريات منذ 4 سنوات وما زلت ألهث وراء منصب شغل لأكون مستقبلي-لست نادما على الدراسة لأني تحصلت على شهادة علمية لكني متأسف على عدم قدرة المسؤولين على استغلال الطاقات الشابة والإطارات الجامعية لتنمية الولاية في جميع قطاعاتها سيما الاقتصادية منها- ويبقى أمل هذا الشاب ان تتكفل بهم الجهة الوصية وتوفر لهم مناصب تحفظ كرامتهم وترد لهم اعتبارهم الذي ضاع في السعي بين الإدارات. هذه عينات فقط من كم هائل من الشكاوي التي يعيشونها خريجو الجامعة في دائرة بوقطب- تتقاطع جميعها في واقع مثقل بالهموم والاهتمامات ومستقبل غامض لم تلح بوادر انفراجه في الأفق المظلم.