لم تتوقف مظاهر الاحتجاجات ببلديات ولاية البيض المقدر عددها 22 بلدية منذ سنوات نتيجة تأخر التنمية في شتى القطاعات الحساسة حسب تعبير الكثير من السكان ولم يتحقق جزء من مطالبهم وانشغالاتهم إلا القليل خصوصا في توفير فرص الشغل والسكن الاجتماعي والريفي وعدم تعميم الشبكات الضرورية أبرزها مياه الشرب والصرف الصحي علاوة عن تدهور الطرقات وغياب مشاريع التهيئة العمرانية بجل البلديات لاسيما ببلدية الأبيض سيدي الشيخ والبنود ؛بريزينة ؛بوقطب والمحرة وغيرها وما خفي أعظم بالبلديات الأخرى مما جعل المواطنين يخرجون إلى الشوارع ويقطعون الطرقات الوطنية باشعال العجلات المطاطية على ضرورة إيصال انشغالاتهم الى السلطات على جميع الأصعدة لاسيما كما جرى ببلدية الأبيض سيدي الشيخ حين أقدم مواطنون بغلق أبواب مقرها بالسلاسل و«الكادنات» ومنعوا أعضاء المجلس الشعبي البلدي من الدخول الى مكاتبهم طيلة أكثر من شهر وطالبوا السلطات بحله وهذا المجلس المنتخب الذي يعد من افشل المجالس المنتخبة التي عرفتها بلدية الابيض سيدي الشيخ لم يحقق ولا شيء على ارض الواقع حسب تعبير الكثير من المحتجين ووصل الحد ببعض الشباب بالإعتداء على المير السابق حين كان يقوم بمعاينة اشغال تعبيد الطرقات الحضرية بوسط المدينة وتقريبا كانت بلدية الابيض سيدي الشيخ تعرف يوميا الاحتجاجات المطالبة بتنحية المنتخبين حتى تم توقيفهم مؤخرا وتعيين مسير لشؤون البلدية ولا يزال سكان الأبيض سيدي الشيخ يعيشون حالة من الغليان بسبب تأخر البرنامج التنموي لاسيما عدم تعميم مشروع تعبيد الطرقات والشبكات الضرورية اما ببلدية البنود فقد قطع محتجون الطريق الوطني الرابط بين البيض وادرار العديد المرات على خلفية المطالبة بفرص شغل بالشركات البترولية المتواجدة بتراب البلدية وكذلك احتجوا على الظروف المعيشية القاهرة بهذه المنطقة النائية مطالبين بربط البنود بشبكة غاز المدينة الذي ظل حلمهم منذ سنوات ولم يتحقق حسبهم ..وببريزينة قطع السكان الطريق الرابط بين هذه الأخيرة وعاصمة الولاية مطالبين بتحسين من الخدمات الصحية وانجاز مستشفى لعلاج مرضاهم وكذلك مطالبين بتجسيد امتيازات الجنوب التي ظلت حبرا على ورق لاسيما المطالب بتخفيض تعسيرة الكهرباء والغاز واسترجاع ألأراضي المنهبوبة التي كانت موجهة للاستثمار الوهمي والوضع لا يختلف بمعظم البلديات التي انتفض سكانها ولا يزالون ينظمون احتجاجات على توقف عجلة التنمية وتأخر مصالحهم حسب تعبيرهم وفرصة الحراك الشعبي ساعدت بكثير السكان على مستوى مناطق ولاية البيض بالمطالبة بالتغيير بدون توقف على ضرورة تحسين من أوضاعهم المعيشية عن السابق والمطالبة بمحاسبة المسؤولين الذين كانوا سببا في تأخر تهميش وإقصاء الولاية بالرغم ان الدولة سخرت إمكانيات ضخمة لتطوير مناطق الهضاب والجنوب التي لا يزال سكانها يعيشون حياة بدائية بعيدة عن الحضارة ..وعلى هذا السياق اكد احد المثقفين والمهتمين بشان تطورات الولاية حيث اشار بان الحراك حقق نتيجة اساسية هي كسر حاجز الخوف من اقتحام الشارع لرفع مطالب سياسية قصوى، لتغيير شامل للنظام، النتيجة المهمة الاخرى التي حققها الحراك هي اثارة نقاش سياسي كمي ونوعي، نقاش افكار ولد اهتمام كبير بين مختلف الشرائح بالوضع السياسي للبلاد، وهذا الامر لم يكن موجودا سابقا، اين كان هناك خوف من طرح السؤال السياسي، او استقالة جماعية للنخب والشعب من الشأن السياسي لأسباب عدة اهمها تلوث الفضاء السياسي وفساده. الحراك افرز ايضا محليا بروز صوت شبابي متميز هو من يتصدر مشهد المسيرات كل جمعة، واثمر ذلك لأول مرة ممكن، حالة حوار جدي وفعال بين جيل الشباب واجيال سابقة.