الوادي، لم يجرفها، تيار الواد، هذه المرة (٫٫...) الوادي، لم تلتهمها الرمال المتطايرة شمالا وجنوبا، بزحفها وحرارتها، الوادي الولاية المكلومة، المفجوعة في خُدّج راودت أمهاتهم أحلام الأمومة التي دغدغوها لفترات بين سن اليأس، وأمل العيش على «ثغاء» فلذات الأكباد، جواهر الحياة.. نعم بأي ذنب ماتوا؟ براءة أتت لتعيش، وتعيش، لكن قضاء الله أقوى من إرادة البقاء.. قد نتساءل، ونحن محقون في كل الأطروحات: أهو الإهمال والتسيّب وترك الحبل على الغارب، أم شرارة أتت على الأجساد الناعمة قبل أن تقضم الهياكل النائمة، نوم الغطيط، لمسؤولين إطمئنوا لكل شيء على الرواتب والامتيازات(...) سوى على سلامة القابعين بالمستشفيات لأنهم ويا للأسف، أرقام في سجلات الدخول، والخروج بل ومع كثير من التحسّر والحرقة، أرقام في مصالح حفظ الجثث.. أن تطال الحرائق الغابات، فلفعلة الرياح، ما يعذرها، وأن تضرب العواصف الهوجاء الموانىء فللبحار أسرار من الغضب والفوران.. بيد أن تأكل النار رضّعا بعد أن رضعوا من حليمات اللظى ما يكفيهم ليتحولوا إلى قوالب صغيرة من الفحم، فثمة ما يجب أن تُفحم به الحجج والأعذار الأقذار... كم هي قصيرة الحياة بين صرختين..