نحن في عصر الاحتراف والمهنية والتخصص والخبرة والمهارة باستعمال العقل والذكاء والتحرك برشاقة وخفة ونشاط لإبهار الجمهور العريض ونيل اعجابه للتأثير فيه بقوة وكسب وده وصولا الى الغاية المطلوبة التي تكون لدى السياسي المحترف نيل اكبر نسبة من الاصوات للفوز في الانتخابات والوصول الى سدة الحكم وغالبا ما يلجأ السياسي المحترف والمتمرس الى خداع الشعب العاطفي والساذج احيانا والباحث عن قائد أو زعيم لا سيما وقت الشدائد والازمات عن طريق الديماغوجية والدعاية فيعتمد على الترغيب مما عنده من فرص ووعود ومشاريع ستتحقق على يديه أو التذكير بماضيه البطولي بمشاركته في تحرير البلاد. فالوطن أمانة ملقاة على عاتقه سيدافع عنه حتى آخر قطرة من دمه وسيبنيه بعرقه وسيحقق العدل والامن والاستقرار والتنمية الشاملة الكاملة وسينهض بالزراعة والفلاحة والتعليم ويهتم بالطفولة والشباب والمرأة وبالعمال والفلاحين فيقضي على الفقر والتخلف والجهل والمرض ويلحق بالدول المتطورة في سنوات قليلة وبالمقابل فانه سيتصدى للأعداء في الداخل والخارج ويحارب الاستعمار والامبريالية والصهيونية ويدعم حركات التحرر ويوطد العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة فيقفز من منطقة لأخرى مثل بطل دونكيشوت الذي كان يصارع طواحين الهواء. وقد كان الشعب السعيد بانتصار الثورة يستمع الى خطابات الزعماء والمسؤولين في الحزب والدولة ويحضر حملات الشرح والتوعية والتجمعات والمهرجانات وينظر الى الزعيم بأعجاب وفي المساء يستمع الى نشرات الاخبار في التلفزة التي تبث مقاطع من الخطاب الهام وتعد مشاهديها بانها ستبثه كاملا بعد النشرة وفي الصباح تكتب عنه الجرائد بإسهاب وبعناوين بارزة وسيكون المرشح الوحيد الذي ينتخبه الشعب الذي انتظر طويلا لتحقيق الوعود واصبح يعتمد طريقة الجرح والتعديل لإظهار الصدق من الكذب مما جعل السياسي المحترف يفتح باب المشاركة لكي تنطلي الحيلة على الناس فيخرج لهم مجموعة من الممثلين ويحدث سباقا لإضفاء طابع الفرجة والتشويق والمتعة بإعطاء دور للأرانب السياسية الباحثة عن الجزر في سلة السلطة الحاكمة. وهكذا يتم استعراض تلك الوجوه القادمة من المجهول والباحثة عن صورة في وسائل الاعلام قادمة من بعيد فتعلن عن نيتها في الترشح فقد وصل عدد الطامعين في مشاركة صاحب العهدة الخامسة العرس اكثر من 180في انتخابات 18افريل الماضي التي قضى الحراك السلمي على المرشح الرئيسي لها قضاء مبرما ورأينا ذلك الميكانيكي الذي تقدم مكان ابن عمه وراينا الحلاق والفلاح البدوي والممثل المغمور وبعض الحمقى والمعتوهين وما زالت السياسة عندنا تجمع بين مستويات عدة وفيها القليل من اهل الاختصاص الطامحين الى كرسي الرئاسة ومعهم الباحثون عن الشهرة من الانتهازيين والوصوليين والطامعين (في الرزق الذي مات مولاه )وقد وصل عدد الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة 147تمكن منه 22من تقديم ملفاتهم التي تحتوي على استمارات التوقيعات لكن المعلومات تتوقف عن خمسة سيخوضون سباق 12 ديسمبر المقبل ليفوز احدهم بالجائزة . وبعد ها يمكن التفكير في اسناد الامور الى اهلها (...).