قبل "كورونا" بتعديلاته الجديدة غزتنا الكثير من الجحافل الجرثومية والفيروسات المجندة في حرب خفية مثل أنفلونزا الطيور و الخنازير وجنون البقر وقد نسمع بعد عام بوباء " اكتئاب المعز " فكل شيء ممكن في عالم تتنازعه قوى جبارة لا خطوط حمراء لها في سبيل اكتساب المزيد من القوة والثروة والنفوذ . هل هي إذن حرب بين العمالقة خارج التصنيفات الكلاسيكية للحروب عدتها وعتادها لا تُرى بالعين المجردة ؟، أم هو درب من دروب الاحتيال على الشعوب المسحوقة والمغلوب على أمرها من قبل كبرى المخابر العالمية وشركات الأدوية العابرة للقارات التي تستعمل التخويف والترويع والتهويل بواسطة دعاية إعلامية هي أقرب إلى أفلام الخيال لترويج أدويتها ومضاداتها الحيوية بأغلى ثمن؟ أم هي حقا أمراض وأدواء تتطور وتتغير جيناتها مع كل موسم بفعل الحروب وتجريب الأسلحة المحظورة والتلوث البيئي والاحتباس الحراري والضريبة القاسية لاستعمال التكنولوجيا بالإضافة إلى الفقر وسوء التغذية المسمَّمة بالمكمِّلات والمبيدات ؟. ربما الأسئلة الثلاثة تحمل جانبا من الحقيقة ومشروعية الطرح فالحقائق لا تنفي بعضها بعضا لكن الأكيد أن الحقيقة الساطعة التي لا يختلف عليها اثنان أننا معشر أمة " اقرأ " لا نمتلك الأدوات العلمية التي توفر لنا الإجابة الصحيحة فنحن في الوقت الراهن في محل نصب مفعول به ننتظر إعداد الترياق لنشتريه بالذهب الأسود الجاري تحت أقدامنا الذي استخرجته و حوّلته الأمم المرفوعة بضمة الفاعل الأساسي في كل ما يجري على هذا الكوكب سلبا كان أو إيجابا . لقد حان الوقت أن نخلع و نمزق ثوب الجهالة و نرتدي زي العلم والبحث الجدي في كل المجالات حتى لا نعيش على هامش الركب الإنساني أو خارج مجال التغطية الحضارية وحتى لا نكون مجرد فئران مخابر مصيرها بأيدي من وضعوها في قفص التخلف.