- 220عامل يدخلون في إضراب عن العمل دخل أمس 220 عامل بمؤسسة «ديكرو» للسباكة بوهران في إضراب عن العمل احتجاجا على التدهور الكبير الذي آلت إلي هذه المؤسسة العمومية الاقتصادية و الصناعية العريقة التي يعود تاريخ تأسيسها الى عام 1920 و التي تحولت الى مجرد أطلال تبكي حالها . فبعدما كانت من بين أهم الشركات الرائدة على مستوى الوطن في السباكة و صناعة أنابيب الفلاذ و الأعمدة الكهربائية و البالوعات و الأعمدة و الشبابيك الحديدية و كانت تصل قدرة إنتاجها الى 30 طن من الحديد يوميا تراجع نشاطها و لم تعد قادرة سوى على تأمين 300 كلغ من الحديد ، و لم تتمكن حتى من توفير المادة الأولية للنشاط و لا أجور العمال الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين ، مع العلم بان هذا الإشكال لا زال يتكرر بالنسبة لهم منذ قرابة الخمس سنوات رغم الشكاوى العديدة التي رفعوها في العديد من المرات الى الادارة و المديرية العامة بالجزائر العاصمة من أجل التدخل و اعادة بعث هذه المؤسسة الاقتصادية حسبما أوضحه بعض من العمال ل» جريدة الجمهورية» خلال زيارتها لهذه المؤسسة ، و ما أكده رئيس الفرع النقابي الذي صرح بان هذه المؤسسة التي تعتبر رمز من رموز وهران انهارت بسبب المشاكل و النقائص الكبيرة التي توارثتها و كذا التسيب و الإهمال الذي عانت منه حيث لا زالت الى يومنا هذا تعمل بتجهيزات قديمة تعود الى نشأة هذه المؤسسة و التي تتعطل دوريا و يضطرون في كل مرة الى اللجوء الى صيانتها و لكن سرعان ما تتوقف ، و نوهوا الى انها أضحت لا تتلاءم مع التطور الذي عرفه هذا المجال و لا تواكب التكنولوجيات الحديثة و هو ما زادهم غبنا و جعلهم يبذلون جهدا اكبر في هذا النوع من النشاط الذي يعتبر من الأعمال الشاقة صعوبات مهنية كبيرة تتخبط فيها المؤسسة منذ 2016 هذا و أوضح رئيس لجنة المساهمات بان «ديكرو» تواجه عدة صعوبات منذ أعوام وزادت حدتها منذ سنة 2016 ، حيث أصبحت غير قادرة على التأقلم مع الوضع الراهن و لا حتى التكفل بعمالها ، مشيرا الى أنها تكابد ديون تراوح ال 32 مليار سنتيم و التي لم تتمكن من تسديدها منذ ما يزيد عن العشر سنوات بسبب تهاوي نشاطها ، و هو ما أثر عليها كمؤسسة و كذا على قدرتها الإنتاجية بعدما كانت ملزمة بتحقيق رقم أعمال يقدر ب 4 مليار سنتيم شهريا ، و كذا على تعاملاتها مع البلديات بعدما كانت تتحصل على صفقات هامة و تنجز عدة استثمارات بمختلف ولايات الوطن ، و أشار المتحدث بأنه بعد الرسائل العديدة التي قاموا برفعها الى المديرية العامة تحصلوا على غلاف مالي هام يقدر ب 400 مليار سنتيم لشراء أرضية بإحدى المناطق الصناعية آو مناطق النشاط المتواجدة على مستوى ولاية وهران و انجاز مصنع جديد بها و رغم الطلبات العديدة التي أودعوها بمقر ولاية وهران من اجل الحصول على الدعم ، الا انهم لم يتمكنوا منذ 5 سنوات من القيام باي اجراء لتغيير هذا الوضع أو تجسيد مشروعهم الجديد وأكد بأنهم كعمال تضرروا كثيرا من هذه الظروف المهنية التي لم تلق حلا من قبل الادارة طيلة هذه المدة و لا حاليا باعتبار ان المدير الجديد لهذه المؤسسة تم تنصيبه منذ خمسة أشهر. العمال لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين و في ذات الصدد صرح رئيس الفرع النقابي أن غياب الحلول الناجعة لمشاكل العمال هي التي دفتهم الى الدخول من جديد في اصراب عن العمل لمدة يومين على أن يجدد لاحقا في حال قي الوضع على ما هو عليه ، و نوه الى ان الكثير من العمال أصبحوا غير قادرين حتى على تامين مصارفهم او اعالة عائلاتهم و هذا بسبب التأخر الدائم في صب الأجور لغياب الأموال و المداخيل بديكرو التي قامت بتسريح جل عمالها خلال فترة الحجر الصحي و ضمنت المناوبة فقط بخمس عمال ، و هو ما زاد من غبنهم و فجر غضبهم و دفع بهم الى الدخول في اضراب لرفع صوتهم الى السلطات المحلية و كذا الى القطاع الوزاري بغية الالتفاتة اليهم و تخليصهم من هذه المعاناة و التكفل بهذه المؤسسة العمومية التي انهارت و أصبحت غير قادرة على تأمين أجور عمالها الذين تناقص عددهم من 600 عامل الى 220 عامل مشيرا الى لائحة مطالبهم رفعت الى الرئيس المدير العام لديكرو الذي قام أمس بزيارة المؤسسة و عقد لقاء مع الفرع النقابي ، مع العلم بان «جريدة الجمهورية» حاولت الاتصال به أمس و كذا بمدير المؤسسة و لكن لم يسمح لنا بمقابلتهما . هذا و نشير الى أن الكثير من العمال الذين دخلوا في إضراب عن العمل منذ أمس ناشدوا الجهات المعنية بضرورة اخذ مطالبهم بعين الاعتبار و صرف رواتبهم المتأخرة و كذا تحسين ظروف العمل .