كنا ننتظر بفارع الصبر انخفاض درجات الحرارة بقدوم موسم الأمطار لنغرس الأشجار المثمرة والغابية ونزرع الحبوب والخضر وجعل بلادنا جنة خضراء و إذا بيد الخراب و الفساد والمنكر تمتد إلى غاباتنا الجميلة لإحراقها وتحويل مساحات كبيرة منها إلى رماد في ليلة واحدة وفي أماكن عديدة من الوطن مما يدل على وجود عصابة إجرامية منظمة تقف وراء هذه الأفعال الشنيعة التي ألحقت أضرارا كبيرة بالبيئة وما فيها من نبات و إنسان و حيوان وذلك بعد أن استرجعت غاباتنا عافيتها في السنوات الأخيرة وصارت تجذب المواطنين للانتفاع منها كالصيد البري والأعشاب الطبية والزيتون والبلط والعسل وازدهار تربية المواشي والدواجن في سفوح الجبال والغابات وغرس الأشجار المثمرة كالتين والزيتون والأجاص فصارت موردا اقتصاديا هاما وبدأ النازحون يعودون إلى المناطق التي هجروا منها في العشرية السوداء في الوقت الذي بدأت تظهر فيه تصرفات سلبية وإجرامية مثل سرقة المواشي والاعتداء على أصحابها إلى درجة القتل للمواشي والرعاة وقطع الأشجار المثمرة . فقد كنا نحلم بتحويل الصحراء إلى جنة خضراء و إذا بنا نحول مناطق خضراء في الشمال إلى صحراء بدون غاز نفط ويصل الأمر إلى إضرام سلسلة من النيران في الغابات بعدة ولايات في تهور وتحد للمجتمع والدولة التي عليها أن تتحرك بسرعة للتعرف على المجرمين والقاء القبض عليهم واحالتهم على العدالة .