كان أجدادنا عندما يسافرون يخافون من قطاع الطرق ومن الأسود والضباع والذئاب فلم يكن الأمن متوفرا لهم لكن يبدو أنهم كانوا أكثر حظا منا فقتلانا في الطرقات بالآلاف كل سنة وكل يوم تحمل لنا أخبار مجموعة من حوادث المرور الخطيرة التي تخلف قتلى وجرحى وأرامل ويتامى ومآسي كثيرة ففي هذا الأسبوع وعلى مستوى ولاية غليزان وحدها مات الدكتور المهدي قصير أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة غليزان في حادث مرور ببلدية زمورة ومات 4 أشخاص في بلدية يلل احتراقا في سيارتهم ومازالت القائمة مفتوحة وفي الفترة من 13جوان الى 19جوان الجاري توفى 30 شخصا وجرح 1494شخصا في حوداث المرور التي بلغ عددها 1402 . وقد تم إحصاء 7883 حادث مرور في الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية خلفت 963 قتيلا و 10482 جريحا ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة التي تقدر بملايير الدينارات والأضرار الجسمانية المتمثلة في أنواع مختلفة من الإعاقات ولا توجد مبالغة في وصف حوادث المرور عندنا بإرهاب الطرقات فهي تقتل في صمت ودون سلاح وحسب الدراسات أن اكثر من 80 بالمائة من حوادث المرور يتسبب فيها السائقون أي أنها عوامل بشرية كالإفراط في السرعة والتجاوز الخطير وفي الأماكن الممنوعة والخطيرة وعدم احترام قانون المرور ورغم حملات التوعية وحواجز المراقبة للدرك الوطني والأمن الوطني واستعمال الرادار والعقوبات المسلطة على المخالفين من غرامات وسحب لرخص السياقة فإن الأرقام في تصاعد والضحايا في تزايد وقد زاد الأمر خطورة بكثرة الدراجات النارية التي لا يحترم سائقوها قانون المرور وتحول العديد منهم إلى ضحايا لهذه الحوادث المميتة التي تحولت إلى نوع من القتل والانتحار وكأن الناس لا عقول لهم ولا تفكير ولا خوف إنه نوع من الجنون فعلا وهناك الكثير من الأبرياء الذين لا ذنب لهم يسقطون في هذه الحوادث من الرجال والنساء والأطفال وهناك عائلات بكاملها قتلت في حوادث المرور وصار الواحد منا عندما يريد السفر يغتسل ويودع أهله ويخرج خائفا متضرعا إالى الله تعالى ليحفظه من كل مكروه وليخف علينا من هذه المأساة التي لا تختلف عن جائحة كورونا بل تفوقها في الخسائر المادية والبشرية.