لو كان بإمكاننا لترجينا الموت حتى تبقي على قيد الحياة، حتى يبقى حسك بيننا رغم تقاعدك، لن نسأل الله رد القضاء لكن نسأله أن يلهمنا وأولادك وزوجك وأهلك الصبر الجميل فنحن لم نكن نريد فقدانك ليس اعتراضا ولكن حبا كبيرا لقلبك الطيب وروحك الجميلة، ولحضورك المريح، ولأن فراق الأحبة موجع فلم نكن نتوقع رغم ما فعله بك الفيروس اللعين أن نعيش هذا الوجع في فقدانك يا غالية.. فتيحة بن شيخ..كنت الزهرة التي لم تذبل رغم مشوارك المهني المرهق، قدمت الكثير ل"الجمهورية" التي لن تنساك لأنك من عمالقة الحرف والقلم، وواحدة من قاماتها، أرشيفها سيبقى شاهدا على عملك الإحترافي منذ إلتحاقك بها كصحفية في سنوات الثمانينات حتى خروجك للتقاعد قبل أربع أعوام. لن أنسى أنك أول من استقبلني وأول من احتضنني بحريدة "الجمهورية" سنة 2004، لن أنسى أنك أول من قرأ وصحح أول مقال لي، وأول من وجهني وحفزني لدخول حقل الإعلام، وأول من علمني أصول الكتابة الصحفية..مدينة لك أنا بكل شيء جميل في مشواري المهني يا فتيحة..قد لم يتسنى لي وسط زحمة الأيام أن أشكرك يوما، كما أنك لم تكون ممن ينتظر الشكر من أحد لأنك مصدر عطاء لا ينتهي.. لا نعرف أنمدحك أم نرثيك...أنبكيك أم نفرح لأن الله اختارك وقدر وفاتك في هذه الأيام المباركات، أيام التشريق، ويوم الجمعة، لتنطفئي كشمعة أخرى من شموع جريدة "الجمهورية" وتلتحقي بزميلك ورفيق دربك المرحوم الصحفي بومدين بن عياد الذي غادرنا قبل سنتين في أول أيام عيد الأضحى..، فما عسانا إلا أن نقول رحمك الله وجعلك من أهل جنته..ورغم الظروف الصعبة التي كانت سببا في تدهور حالتك تبقى مشيئة القدر فوق كل قوة...نامي بسلام فتيحة.. ولن ننساك أبدا..