عادت المناوشات بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية المغربي بعد الانتقادات الحادة التي وجهها رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعدالدين العثماني، لحلفائه داخل الحكومة متهما إياهم بانتهاج سلوك ناقص سياسيا. وقال العثماني خلال حديثه أمام الجامعة الصيفية للمنتخبين في جهة فاس- مكناس، إن الحصيلة الحكومية، التي عرضها أمام البرلمان قبل أيام، تم إعدادها بمنطق تشاركي، مع جميع مكونات الحكومة، مضيفا أنه في الوقت الذي يقول حزبه إن الحصيلة هي حصيلة حكومة، يخرج أعضاء من الحكومة "ليقولوا إنهم لن يعرضوا إلا حصيلة قطاعاتهم". واتهم أعضاء العدالة والتنمية المنسق الإقليمي لحزب الأحرار بمحافظة فاس، رشيد الفايق بتحريض أنصاره على التشويش، بغرض نسف تجمع تواصلي يؤطره بالمحافظة رئيس الحكومة وعزيز الرباح، رئيس مؤسسة منتخبي الحزب، وعبدالقادر عمارة، عضو الأمانة العامة، وخالد بوقرعي، الكاتب المحلي للحزب بجهة فاس- مكناس. وأكد محمد الكبيري، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بفاس، أن التشويش أصبح ممنهجا ومنظما على أنشطة الحزب، الداخلية أو الجماهيرية، من طرف أنصار البرلماني والمنسق الإقليمي لحزب الأحرار، رشيد الفايق. وفي المقابل نفى الفايق كل الاتهامات الموجهة إليه، قائلا إنه لا يوجه المواطنين الذين يحتجون على الحصيلة الهزيلة لحزب العدالة والتنمية الذي يدير المدينة، مؤكدا أنه لم يؤطر هؤلاء المحتجين لكن في نفس الوقت لا يمكن قمعهم أو منعهم من الاحتجاج. ودعا رئيس الحكومة المغربي أنصاره إلى انتهاج سلوك سياسي رشيد والدفاع عن حزبهم، قائلا "من واجبنا الدفاع عن الحزب إذا تعرض للإساءة، من حقنا الدفاع، والحمد لله دائما نحن من يتم قصفهم من طرف الآخر". وقال النائب محمد عبو، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ل"العرب" "إن اجتماعات قيادات الحزب تندرج في إطار تكثيف الأنشطة في المرحلة القادمة قصد الاقتراب من انتظارات المواطنين الواسعة". ويشير مراقبون إلى أن حزب الأحرار يطمح، من خلال تحركاته الميدانية وإبراز حصيلة نجاحات وزرائه، إلى تسجيل نقاط ضدّ شريكه الحكومي والعين على انتخابات 2021، ما جعل العدالة والتنمية يستعين برئيس الحكومة السابق عبدالإله بنكيران لقصف قادة الأحرار وتشويه منجزاتهم داخل وخارج الحكومة.