عيد الأضحى: رئيس الجمهورية يهنئ أفراد الجيش الوطني الشعبي والأسلاك النظامية وعمال الصحة    فلسطين: 40 ألف مصل فلسطيني يؤدون صلاة العيد في المسجد الأقصى    الجزائريون يحتفلون بعيد الأضحى المبارك في أجواء من التآخي والتآزر والخشوع    العدوان الصهيوني: الاحتلال يقصف عدة مناطق جنوب غرب مدينة غزة    الكيان الصهيوني يكثف قصفه على جنوب لبنان    شرق البلاد: المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى في أجواء إيمانية و روحانية    رئيس الجمهورية يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بجامع الجزائر    ضيوف الرحمن ينفرون من عرفات إلى مزدلفة    الخطباء يدعون الحجاج الجزائريين بعرفة الى العمل على اتمام مناسك الحج على اكمل وجه    بتكليف من رئيس الجمهورية، محافظ بنك الجزائر يمثل الجزائر في الجمعية العامة ال31 ل"أفريكزيمبنك"    تيارت: وضع حيز الاستغلال لمشروع تزويد عاصمة الولاية بالماء الشروب    الدرك الوطني يضع مخططا أمنيا وقائيا بمناسبة عيد الأضحى    إفريقيا: النمو الاقتصادي سيبلغ 3.8 بالمائة في 2024    وزارة الثقافة والفنون: قبول 118 مشروعا فنيا للاستفادة من إعانة مالية بعنوان سنة 2024    الجزائر- إيطاليا: اتفاق استراتيجي لإنجاز مشروع ضخم للحبوب والصناعات الغذائية بتيميمون    مشاركة الشباب في الانتخابات فعل حضاري وديمقراطي راقي    قمة مجموعة ال 7 بإيطاليا: مشاركة بارزة لرئيس الجمهورية تعكس العودة القوية للجزائر في المحفل الدولي    اتصالات الجزائر تضمن استمرارية خدماتها خلال ثاني وثالث أيام عيد الأضحى    افتتاح الطبعة ال19 لتظاهرة "أندلسيات الجزائر" بالعاصمة    كندا تستضيف قمة قادة مجموعة ال7 المقبلة    رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا يفوز بفترة ولاية ثانية    عيد الأضحى: الديوان الوطني للتطهير يفعل نظام المداومة لضمان التدخل السريع    كرة القدم /الرابطة الأولى"موبيليس" : النتائج الكاملة و الترتيب    كرة القدم /الرابطة الأولى"موبيليس" : النتائج و الهدافون    رئيس الجمهورية يغادر باري الإيطالية بعد مشاركته في قمة مجموعة السبعة لكبار المصنعين في العالم    حجاج بيت الله الحرام يتجمعون بصعيد عرفة الطاهر لأداء مناسك الركن الأعظم في الحج    شبح المجاعة يهدد مجددا أرواح سكان غزّة    تشغيل الخط الثاني لإنتاج سيارة " فيات دوبلو" محليا    البعثة الجزائرية للحج أصبحت نموذجية    الجزائر حاضرة ب21 رياضيا ورياضية في البطولة الإفريقية لألعاب القوى بالكاميرون    مولوجي تعلن عن عدة مشاريع جديدة لفائدة الولاية    عيد الأضحى: الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين تدعو للالتزام بالمداومة    تصفيات مونديال 2026: صادي يؤكد التزام الفاف بتوفير كل وسائل النجاح لبيتكوفيتش    عيد الأضحى: "اتصالات الجزائر" تطلق عرضا ترويجيا استثنائيا لزبائنها الخواص المشتركين في عرض Idoom 4G    شركة الخطوط الجوية الجزائرية: إطلاق رقم أخضر لمتابعة عملية نقل الحجاج و المعتمرين    فلسطين تُثمّن قرار الرئيس تبّون    عمل كبير ينتظر بيتكوفيتش    قباضات الضرائب مفتوحة استثنائيا اليوم    سونلغاز ونفطال: توفر المنتجات واستمرار الخدمات أيام عيد الأضحى    الجمارك الجزائرية تفتح باب التوظيف    بوغالي يترأس اجتماعا لدراسة الأسئلة الكتابية والشفوية    استعراض فني للتاريخ    أسعى جاهدة لتطوير نفسي أكثر    تسليم قصر الداي وقصر البايات في ديسمبر المقبل    ارتفاع فاحش في أسعار الخضر والفواكه عشية عيد الأضحى    حماد يعلن عن إنشاء منصة رقمية خاصة ب"النخبة"    من يستقطب اهتمام المشاهدين؟    الاتحادية الدولية لكرة السلة تؤكد على رزنامة التصفيات    دعوة إلى تصنيف "الضغط الرئوي" ضمن الأمراض المزمنة    مروج المخدرات في قبضة الأمن    "الأونروا": العدوان الصهيوني سلب أطفال قطاع غزة طفولتهم    مولوجي تعلن عن تصنيف الموقع الأثري الحجرة في تاغيت شهر جويلية القادم    إدانة "فيسبوكي" سرّب مواضيع البكالوريا    الحجاج يشرعون في صعود عرفة تحسبا لآداء الركن الأعظم    هكذا أحيى النبي وأصحابه والسلف الصالح الأيام العشر    تساؤل يشغل الكثيرين مع اقتراب عيد الأضحى    نافلة تحرص العائلات على أدائها طمعا في الأجر والمغفرة    الذكر.. مفتاح الرزق وزوال الهم والغم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيُّ منظومة قِيَمِيّة في العلاقات الدولية اليوم؟
نشر في الحياة العربية يوم 23 - 05 - 2024

منذ توقيع معاهدة وستفاليا في عام 1648، التي أنهت حرب الثلاثين عاماً في أوروبا، حُكِمت العلاقات الدولية بالمنظومة الوستفالية، بعدما وضعت أسس عصر جديد في العلاقات الدولية، مبنيّ على مبدأ سيادة الدول، التي غدت الفاعل الرئيس في العلاقات الدولية، وصَبَغَتْ، من ثمّ، النظام الدولي بقِيَمِها، التي يتقدّمها هدف الحفاظ على بقائها، وتحقيق مصالحها، وفي مقدمّ هذه المصالح الحفاظ على أمنها القومي، الذي يُختزل، في معظم الأحيان، في الجانب العسكري وأمن الحدود.
ولكنّ هذه المنظومة تعرّضت لمراجعة جذرية، مع مطلع تسعينيات القرن الماضي، ولا سيّما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وتراجع الأيديولوجيا الشيوعية، في مقابل انتشار واسع للديمقراطية الليبرالية، وبروز ظاهرة العولمة، إذ ساد تفاؤلٌ كبير، ولا سيّما في الغرب، بأنّ عهداً جديداً من الاستقرار والسلام قد حلّ، تكفله عقلانية الدول الكبرى والاعتماد المتبادل وتشابك العلاقات في ما بينها، غير أنّ هذا التفاؤل سرعان ما أخذ يتبدّد، بعدما تكشّف للعالم أنّ التغيرات التي حدثت لا تعدو كونها طاولت القشرة السطحية للعلاقات الدولية، وفي العمق، ما زالت هذه العلاقات محكومةً بجدلية القوّة في ظلّ استمرار الدول، ولا سيّما الكبرى منها، بزيادة قوّتها العسكرية، ودخولها سباق تسلّح محموم.
ما يدعو إلى استحضار هذه المُقدّمة هو الحرب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزّة، التي شكّلت اختباراً حقيقياً للمنظومة القيمية الغربية في العلاقات الدولية، في وقتنا الراهن، والتي ظلّت المجتمعات الغربية، منذ عصري النهضة والتنوير، تبشّر بها، وعلى رأسها الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام والأمن الدوليان، والتعاون الدولي، وغيرها. فما يشهده قطاع غزّة، منذ أكثر من سبعة أشهر، من حرب همجية مُدمّرة طاولت البشر والحجر، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي، والأُمم المتّحدة، ومجلس الأمن، ومنظّمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل، وغيرها، عرّى مفهوم القِيَم والمبادئ والأخلاق الغربية، التي لم يَعد الحديث عنها إلا ديباجة كلاميَّة ليس لها وزن ولا قيمة، لتكون مُجرَّد عبارات لا تستخدم إلا لأغراض آنية، عندما تحتاجها الدول الغربية خدمةً لمصالحها وأجندتها الشخصية، وهيمنتها على الدول الأخرى، كما أنّ الغطاء العسكري والسياسي، الذي ارتكز بشكل واضح على مرتكزات قِيَمِيّة، حاول الغرب التسويق لها من خلال محاولة تبرير الهمجية الإسرائيلية، في مواجهة من يدّعي أنّهم مجموعة من "الإرهابيين"، الذين لا تنطبق عليهم المواصفات التي تؤهّلهم للاحتماء في ظلّ منظومة القيم العالمية، المتمثّلة بالعدالة وحقوق الإنسان، وصولاً إلى الحقّ في العيش بسلام وكرامة، هذا الغطاء، أدّى إلى بروز إشكالية تتعلّق بكيفية تخطّي الفشل، الذي يعتري آليات تطبيق هذه القيم، وهذه إشكالية كبرى، ليس من السهل الوصول إلى إجابات لها، وخصوصاً في ظلّ عالمنا المُعولم، اليوم، الذي على الرغم من بروز الاهتمام المتزايد فيه بحقوق الإنسان ركيزةً أخلاقيةً في العلاقات الدولية، وتبنّي فكر السلوك المعياري، الذي تسعى أبعاد التنمية المستدامة لتجسيده، تبقى فيه العلاقات الدولية غير قادرة على شرح وتفسير سلسلة من الحقائق، التي يمليها تطوّر النظام الدولي، بنائياً وتفاعلياً، وخصوصاً في ظلّ الصراعات والحروب والأزمات، التي تتّسم بالتعقيد، والتي يصبح فيها تحليل موضوع أخلقة العلاقات الدولية أكثر تعقيداً في تصوّر أبرز مقاربات العلاقات الدولية، غير أنّ ذلك لا يمنع من القول إنّ من يقرأ التاريخ يدرك أنّه كلّما تصاعدت حدّة الأزمات، تقلّص الالتزام بالمعايير الإنسانية المشتركة بين الشعوب، على اختلاف مرجعياتها الثقافية والدينية، كما أنّ البشرية كلّما زاد تقدّمها العلمي ورخاؤها المادي، تراجع التزامها بمبادئ العيش المشترك، وازداد، من ثمّ، مستوى الأنانية لدى أفرادها ونخبها. لذلك، يبدو أنّه من المُبكّر التفاؤل بعالم تغيب فيه الرؤية الهوبزية (توماس هوبز)، التي ترى أن الدول مثل الإنسان، شرّيرة وأنانية وتُغلّب مصلحتها في علاقاتها مع غيرها من الدول، لاسيّما أنّ هذه الدول لا تزال تعيش في عالم فوضوي تغيب عنه السلطة المركزية، في مقابل تقدّم الرؤية الكانطية (إمانويل كانط) المُتفائلة ببناء عالم يُشكّل مُجتمعاً أو نظاماً عالمياً تسوده القيم المشتركة المقبولة من وحدات النظام كافّة، بحيث يصبح العالم بكامله موطناً للإنسانية، فغياب السلطة المركزية لا يعني أبداً الصراع، ولا العيش في شريعة الغاب.
فاليوم، تُبرز الحرب الهمجية على قطاع غزّة مدى الحاجة الماسّة إلى تعزيز حقوق الإنسان، واحترام القانون الدولي الإنساني، والعمل بجديّة نحو حلّ سلمي ودائم، غير أنّ ما يحصل يعكس حالة السقوط الأخلاقي التي يعيشها العالَم، والنفوق القيمي، الذي غابت خلاله كلّ المشتركات الإنسانية، وبيعت المبادئ والأخلاق في مساومات علنيّة، وبتواطؤ غير مسبوق من بعض الأنظمة العربية، بلغ درجة الشراكة في الجريمة.

العربي الجديد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.