تكرّر سيناريو ارتفاع أسعار الخضر عشية عيد الأضحى، فقد بلغت مستويات قياسية لا يقدر عليها المواطن البسيط وضعيف الدخل، خاصة بعد سلسلة من المناسبات السابقة واللاحقة التي استنزفت ولا تزال تستنزف جيوبهم. فبعد شهر رمضان إلى موسم الاصطياف، ثم أضحية عيد الأضحى وما رافقها من مصاريف، أقلها المشتريات من خضر وفواكه، ويتبعها الدخول الاجتماعي المرتقب بعد أيام. التجوال في الأسواق دون تسوّق.. كان القاسم المشترك بين العديد من المواطنين في اليومين الماضيين اللذين تزامنا مع عطلة نهاية الأسبوع، والذين ارتأى العديد من سكان العاصمة استغلالهما في اقتناء ما يحتاجون إليه من مستلزمات العيد، خاصّة بعد أن اشترى أغلبهم الأضحية، ولم يتبق سوى بعض الخضر والفواكه والأدوات. "كنت أحسب أنّ الأصعب مرّ بعد اقتنائي لأضحية العيد، لكن يبدو أن العكس هو الذي سيحدث"، هكذا ردّ علينا رجل أربعيني رب أسرة متكونة من أربع أبناء في سوق باب واد بالعاصمة، صارحنا بأنه خصص ميزانية 5 آلاف دينار لاقتناء مستلزمات العيد والمواد الغذائية والخضر والفواكه التي تحتاجها الأسرة خلال يومي العيد وعطلة نهاية الأسبوع الذي تليه، غير أنه فوجئ بأسعار مرتفعة للخضر تجعل المبلغ المالي الذي يحمله لا يكفيه سوى ليوم أو يومين على الأكثر... "القرعة ب150 دينار، البطاطا ب75 دينارا، واللفت ب300 دينار، ماذا أشتري وماذا أترك؟". وتساءل المتحدث عن سبب الارتفاع بين ليلة وضحاها؟! وانتقد ما أسماه "غياب دور مصالح الرقابة في مثل هذه الحالات"؟! أما سيدة أخرى، فخرجت من سوق "كلوزال" كما دخلته.. فارغة اليدين، وقالت إنها ستكتفي بتحضير أطباق لا تحتوي لا خضر ولا تتبعها فواكه، وأضاف مازحة: "الشوا يكفي". ولدى سؤالها عن السبب، أجابت بنبرة غاضبة: "هل نحن ملزمون بشراء مبردات لتخزين البطاطا واللفت والليمون لكي نتفادى التهاب الأسعار مع اقتراب كل مناسبة"! سؤال حاولنا الإجابة عنه، ونحن نتنقل إلى سوقي الجملة في بوڤرة بالبليدة، والحطاطبة بتيبازة، أمس الأحد، حيث سجلنا ارتفاعا صاروخيا للأسعار، ففي "الروفيڤو" سجلنا تراجعا طفيفا في سعر البطاطا من 70 دينارا تم تسجيلها أول أمس، لتنخفض إلى 60 دينارا أمس، بينما بلغ سعرها بسوق الحطاطبة 65 دينارا. أما الطماطم، فتراجع سعرها إلى ال20 دينارا بعد أن كان أول أمس بكل من سوقي بوڤرة والحطاطبة يتراوح بين 35 و80 دينارا، ومبرر الانخفاض - حسب التجار - كسادها وخوف تجار الجملة من تلفها، وأسعار القرعة ارتفع من 25 دينارا الأربعاء الماضي إلى 100 و130 دينار بسوق الحطاطبة، وفي "الروفيڤو" استقر بين 60 و100 دينار، والحال نفسها مع الجزر أين لامس ال 70 و80 دينارا بالحطاطبة، و60 دينارا في بوڤرة. أما "اللفت"، فسعرها بلغ في بوڤرة ال 250 دينار، و270 دينار بالحطاطبة. أما الخس، فتراوح سعرها ما بين 50 إلى 75 دينارا بسوق الحطاطبة، ومن 60 إلى 100 دينار بسوق بوڤرة، بينما لامس سعر الليمون الأخضر ال 200 و250 دينار. وشكل الشمندر السكري (البيطراف) المفاجأة أيضا، فقد ارتفع سعره بسوق الحطاطبة من 30 دينارا الأربعاء الماضي، ليصل إلى 70 دينارا، بينما استقر في حدود ال 30 دينارا بسوق الروفيڤو. وعلى العموم، اشترك سوقا الحطاطبة وبوڤرة في استقرار سعري الثوم والبصل، فيما عرف العرض قلة ونقصا في وفرة الخضروات، قابلها طلب متزايد. وعلى عكس الفاكهة التي لم تسجل بورصتها ارتفاعات ملحوظة، تدعو للملاحظة، ما عدا تسجيل ارتفاع طفيف في سعر البطيخ الأحمر بسوق الحطاطبة، الذي لامس سقف ال 32 دينارا، بزيادة فرق ساوى ال 6 دنانير، مقارنة بالأسبوع الماضي.