* email * facebook * twitter * linkedin لم يعد من الممكن ترك فرق كرة القدم تجري مباريات على ملاعب تشكّل خطرا محدقا على كّل من يتواجد فيها، وربّما قد تفادينا إلى حدّ الآن كوارث بشرية كبيرة لم نكن ندرك مدى خطورتها، وهو ما جعل الجميع يرتاح للقرارات المتخذة بشأن ملاعب أول نوفمبر بالمحمدية و20 أوت بحي العناصر ومحمد زيوي بحسين داي التي أصبحت غير قابلة لاستقبال الجمهور إلى أن تعود مؤهلة لإجراء المنافسات الرسمية فيها. القرار جاء متأخّرا، لكن أحسن من أن ننتظر وقوع ما لا يحمد عقباه، ومثلما يقول المثل الشعبي "نسرع قبل أن يقع الفأس على الرأس"، فاللامبالاة وعدم الاكتراث بالمخاطر لا يمكن من الآن فصاعدا أن تستمر على مستوى منشآت رياضية تآكلت تجهيزاتها الرياضية ولم تعد تصلح لاستقبال المنافسات الرياضية. منشآت رياضية هي عبارة فقط عن أماكن للهو الرياضي وخالية من أدنى الشروط الخاصة بالأمن والترفيه وظروف استقبال الجماهير والفرق، مداخلها ضيقة لا تسمح بدخول منتظم للجمهور وخالية من مخارج استعجالية تسمح بالإخلاء السريع للأنصار في حالة حدوث مشادات أو ازدحام. وتأكّد اليوم أنّ هذه الملاعب وعددها كثير عبر التراب الوطني لم تعد تصلح لاستقبال المنافسات الرياضية، بل يستحيل ترميم الكثير منها، والأجدر على المكلفين بتسييرها أن يحوّلوها إلى مراكز تكوين رياضية من خلال إعدادها مجددا بتجهيزات رياضية أخرى بأقل كلفة مالية تستفيد منها الأندية بمختلف مستوياتها وحتى الرياضة المدرسية الراغبة في بعث نشاطها على المستوى الوطني. الدور في هذا لمجال يقع بالدرجة الأولى على المجالس الشعبية المنتخبة المطالبة بتفعيل دورها الرياضي من خلال الرفع من الميزانية المخصّصة للجانب الرياضي لاسيما وأنّ توقيف المنافسة الرياضية الرسمية في هذه الملاعب لفترة مؤقتة يعدّ فرصة سانحة لإعداد هذه الأخيرة على قواعد تنظيمية جديدة يستفيد منها الممارسون الرياضيون في شتى الاختصاصات الرياضية، فليس هناك أمر استعجالي لإعادة فتح هذه الملاعب للمنافسة الرسمية ما دام أنّها لا زالت تشكّل خطرا محدقا على الجماهير الرياضية. لقد أصبح من غير معقول، استعمال منشآت رياضية فاق عمرها ثمانين سنة، على غرار ملعبي "أول نوفمبر" بالمحمدية و«عمر حمادي" ببولوغين اللذين دشنا في 1936، جزء من سقف مدرجاتهما مصنوع من الأسمنت، حذرت المديرية التقنية للبناءات في سنة 2003 من خطورته على الجماهير الرياضية وأنّ ترقيعهما لا يعدّ الحلّ الأنسب لتفادي وقوع كارثة إنسانية من الدرجة الأولى. ونفس الشيء يقال عن ملعب "زيوي" بحسين داي، الذي تعدّ مدرجاته أشبه بخم للدجاج ويفتقر إلى مخارج استعجالية، وقد كانت لجنة تأهيل الملاعب التابعة للرابطة الاحترافية محقة في قرارها لما رفضت برمجة المباريات الرسمية به. ترى من هو المسؤول عن الوضع المتردي الواقع في الملاعب المخصّصة للمنافسة الرسمية؟، هل هي السلطات العمومية المكلّفة بالرياضة أم البلديات؟، قد نحمّل المسؤولية للبلديات التي تأخّرت عن القيام بأعمال ترميمية، لكن لا يمكن تركها لوحدها تواجه مثل هذه الأوضاع ما دام أنّ وزارة الشباب والرياضة مثلا بإمكانها التدخّل والتنسيق مع هذه البلديات من أجل تصليح الأمور في هذه الملاعب وتفادي عودة الأوضاع عما كانت عليه في السابق. اليوم يستحيل على الفرق العاصمية بمختلف مستويات المنافسة التي تلعب فيها استعمال ملاعب 20 أوت ومحمد زيوي وأول نوفمبر بالمحمدية، ما يخلق مشاكل عويصة في برمجة مباريات البطولة، حيث يبقى ملعب 5 جويلية المنشأة الرياضية الوحيدة التي تلجأ إليها هذه الفرق. ومعروف أنّ أرضية الملعب الأولمبي لا يمكنها استقبال مباريات كثيرة بسبب احتمال تضررها. وفي نظر الاختصاصيين، فإنّ الأوضاع التي تعيشها هذه الملاعب العاصمية قد تتكرر في المستقبل، وأنّ الحل يكمن في ضرورة الإسراع في استكمال ما تبقى من الأشغال في ملعبي براقي والدويرة اللذين سيشكلان المتنفس الحقيقي للأندية العاصمية مستقبلا.