الذين انتقدوا صدام في زمن حكمه، ثم أدخلوا عليه جيوش العالم ، ثم أعدموه أمام العالم، جزاء ما فعله بالعراق على حد تعبيرهم، واتهامهم لنجليه بالفساد فعلوا أكثر مما فعل صدام حسين، وأولادهم فعلوا ما لم يفعله أبناء صدام، فقد كان الشهيد الراحل صدام حسين حريصا على وحدة العراق، وحريضا على مال العراق وجاء قوم من بعده، ضيعوا العرق وجعلوها دويلات، وكان الأمن مستتب ولم نكن حتى نحن في بلداننا العربية نعلم أن في العراق يوجد أجناس وأعراق مختلطة، كنا نعرف فقط الشعب العراقي ، أما اليوم فالكل يعرف الحكاية وحكاية الشيعة والسنة، والمسيحيين والصابئة والأرمن والتركمان وغيرهم من الأعراق الأخرى التي انقسمت وصارت شيعا، ومن غرائب الأمور أن يكون أحد أسباب التحريض على صدام حسين من طرف أعدائه وحكام العراق اليوم هو فساد نجلي صدام حسين، ولكن تعالوا وانظروا ماذا فعل ابن مسعود البرزاني الذي استقل هو ووالده بدولة الكرد وحدهما، فقد خسر ابن البرزاني 3 ملايين و600 ألف دولار بداية هذا الأسبوع في إحدى النوادي الليلية في دبي في صالة قمار، و ولم يجد البرزاني من وسيلة ليلملم الفضيحة سوى الطيران فورا ودون سابق إنذار إلى إمارة دبي لستر الفضيحة، تصوروا ماذا لو كان الفاعل هنا أحد أبناء صدام حسين لو كان صدام يحكم ؟ هل سيتردد لحظة في إعدامه، أو على الأقل سجنه لمدة طويلة؟ لا أعتقد أن الراحل صدام حسين سيتوانى في فعل ذلك، لقد تحدث الكثير عن فساد عدي وقصي الراحلان اللذين ماتا وهما يدافعان عن شرف العراق، ولكن لا أحد أظهر ذلك أو قدم أدلة، وإن كان ثمة فساد فربما هو فساد محدود لا يرقى إلى تبذير 3 ملايين دولار في ليلة واحدة واين؟ في صالة قمار .. وصدق صدام حين قال للحكام العرب، أنه سيعدم من طرف قوات الإحتلال ولكن الحكام العرب ستعدمهم شعوبهم، فهل سيأتي الدور قريبا على البرزاني، والطالباني والجعفري وغيرهم من حكام المهالك ؟ و ربما هي حكاية المفسدون الذين انتفضوا ضد الفساد فصاروا اشد فسادا