محكمة الجنح بالسانيا في وهران تفتح ملف شبكة مخدرات تتكون من 8 أشخاص عون أمن بشركة الاتصالات ضمن المتورطين.. والمخدرات تم جلبها من مغنية عالجت محكمة الجنح للسانيا في ولاية وهران، قضية الحيازة والمتاجرة في المخدرات وحيازة سلاح أبيض محظور، وهي الأفعال المتابع فيها ثمانية أشخاص لايزال اثنان منهم في حالة فرار. فيما تم توقيف ستة هم فلاح وعون حراسة بمجمع سكني لمؤسسة ترقية السكن العائلي في ولاية تلمسان، إلى جانب عون أمن في شركة خاصة بالاتصالات عبر الهاتف النقال وسائق سيارة أجرة لدى مؤسسة خاصة و«كلوندستان» وتاجر ملابس من ولاية وهران. تعود قائع قضية الحال إلى معلومات وردت إلى المصالح الأمنية المختصة عن نشاط مشبوه لشخص يعمل بمركز تابع لمتعامل في مجال الهاتف النقال، ليتم وضعه تحت المراقبة إلى أن تم رصد سيارات تتوقف عند المكان وأشخاص يدخلون إلى مقر عمل عون الأمن، ليتم مداهمة المكان، أين عثر على كمية من الكيف بوزن 22 كلغ مخبأة خلف المولد الكهربائي مع العثور على سيف تحت فراشه. فيما تم تتبع سيارة من نوع «كونڤو» مع توقيفها وعلى متنها شخصان قدما من ولاية تلمسان، عثر بداخلها على مبلغ 29 مليونا، كما أوقفت سيارة ثانية «بيجو 301» كانت غادرت مقر عمل عون الأمن على متنها شخصان ضبط فيها 5‚4 كلغ من الكيف في الصندوق الخلفي وسيارة ثالثة «رونو 21» فيها خمسة كلغ مخبأة في الكراسي الخلفية، وعليه اقتيد الموقوفون إلى مقر الأمن لاستجوابهم. وقد خلصت التحقيقات إلى أن القادمين من ولاية تلمسان كانا ينقلان المخدرات إلى المركز التابع لشركة الاتصالات الواقع على طريق مسرغين ليتسلمها عون الأمن في أكياس لتخزينها إلى أن يقصده الزبائن، أين يسلمهم البضاعة حسب طلبهم في علب كرتون يتحصل عليها من الشركة، ليقوموا بعدها بترويجها. وقد تكررت العملية 15 مرة قبل الإيقاع بالمتورطين الذين تعرف على بعضهم بواسطة المتهم الثاني الفار فيما كان الممون يقبض مبلغ 15 ألف دينار عن كل صفيحة، وجاء في اعترافات الطاكسيور أنه أوصل زبونه سابقا مرتين إلى منطقة الروشي لنقل الكيف مقابل مبلغ مليون سنتيم. وخلال جلسة المحاكمة، أقر الموقوف الأول، وهو عون الأمن، أن ابن خالته الموجود في حالة فرار عرض عليه تخزين كمية من الكيف مقابل مبلغ خمسة ملايين على أن يأخذها بعد أسبوع لتسليمها لأصحابها، حيث جلب له ثلاثين كلغ على متن سيارة «هيليكس» وزع جزء منها، نافيا استقباله المتهمين القادمين من تلمسان على متن سيارة «كونڤو» ومن بين الموقوفين صاحب سيارة «بيجو 301» عرفه عليه ابن خالته قبل ستة أشهر للعمل معهم. المتهم الثاني صرح أنه فلاح تنقل من تلمسان إلى وهران لزيارة أقارب له في حي النور، أين تم توقيفه، وعن المبلغ المالي المقدر ب29 مليون فكان موجها لشراء عدد من الأغنام، حيث استعان بقريب له لقيادة سيارته كونه مريضا، وقد خضع لعملية جراحية على مستوى القلب، وهو ما جاء في تصريحات مرافقه الذي أضاف أنه كان حينها في عطلة من عمله فرافق المتهم الثاني لقيادة سيارته التي بمجرد توقفه بها حوصر من قبل عناصر الأمن. من جهته، المتهم الرابع أقر أن الكيف تسلمه من المتهم الأول الذي كان تعرف عليه منذ ثلاثة أشهر داخل مقهى، أين سمعه يتحدث عن ظروفه الصعبة كونه على وشك أن يرحل من حي رأس العين وحاجته للمال من أجل الزواج، فاقترب منه وعرض عليه مساعدته بإخفاء كمية من المخدرات لديه مقابل مبلغ ثلاثة ملايين، حتى يتفادى تردد الزبائن على مقر عمله ويومها تلقى اتصالا من هذا الأخير، ليتجه إليه، فتنقل على متن سيارة أجرة اعتادت عائلته على الاستعانة به في تنقلاتها وقد كان يومها متواجدا في ساحة أوش وسط مدينة وهران. سائق سيارة الأجرة جاء بتصريحات مماثلة لسابقه، الذي حسبه اتصل به وقد كان قريبا من مكان تواجده فتوجه إليه لينقله بطلب منه من ساحة أوش إلى منطقة الروشي لينزل زبونه من الطاكسي ويعود إليه، حيث فتح له باب الجهة الخلفية من لوحة القيادة، ليضع علبة كرتون بداخل السيارة، ليتم توقيفهما في حاجز أمني في حي اللوز، نافيا علمه بأمر المخدرات. أما «الكلونديستان» فقد صرح أنه يستعين بسيارة صديقه للعمل، وقد اعتاد على نقل المتهم الأول وأبنائه من المدرسة بعد ترحيلهم إلى وادي تليلات ويومها اتصل به لإيصال أمانة تمثلت في علبة على أنها مفرقعات إلى ابن خاله، على أن يقبض المال منه، فقبل العرض لحاجته للمال بسبب مرض ابنه، ليتم إلقاء القبض عليه في منطقة الروشي وضبط المخدرات في الصندوق الخلفي كان المتهم الأول هو من وضعها بنفسه. بعد مناقشة الوقائع التمس وكيل الجمهورية تسليط حكم 15 سنة حبسا نافذا على المتهمين الإثنين الفارين وأحكام بسبع و12 سنة حبسا نافذا على الموقوفين. يشار إلى أن مناقشة الوقائع كشفت أن المتهم الثاني الذي ادعى أنه فلاح، صدر ضده حكم غيابي بست سنوات حبسا عن محكمة باريس عن قضية مماثلة، أما قريب المتهم الأول فمحكوم عليه بالمؤبد غيابيا في قضية جنائية تتعلق بالمخدرات.